التقارير

الزواج العرفي يعود لتركيا مع تواجد السوريين ويُغضب التركيات

1859 08:26:05 2016-04-21

الزواج بعقد عرفي أمر تجاوزه الأتراك منذ زمن، فلا زواج إلا بتوثيق قانوني يضمن حقوق الزوجة التي يقف معها القانون التركي، إلا أن احتكاك السوريين بالمجتمع التركي، ولجوء بعضهم لعقود الزواج العرفية، لا سيما في حالة زواج تركي من امرأة سورية، تسبب في انتشار حالات الزواج بعقد عرفي خاصة أن القانون التركي لا يسمح بتعدد الزوجات.

وفي حالات كثيرة أدى فشل هذا الزواج لضياع حقوق الفتاة السورية، باعتبار أن هذا الزواج غير معترف به قانونيا في تركيا.
لكن الجديد أن النساء التركيات في المدن التي يتواجد فيها السوريون بكثافة عالية، كأنطاكيا وغازي عنتاب وكيليس، بتن يشعرن بـ"الخطر" من هذا النوع من الزواج غير المعهود سابقا. 
وفي حادثة فريدة من نوعها، تعرض "شيخ" سوري من الأتارب بريف حلب، ويدعى أبا مصعب، لاعتداء بدني على يد أبناء وأقارب امرأة تركية قام هذا الشيح بإتمام عقد زواج زوجها من فتاة سورية في أنطاكيا.
ويتحدث عمار، وهو سوري مقيم في حي حبيب النجار بأنطاكيا، لـ"عربي21" عن حادثة شهد فصولها في بيت جيرانه السوريين الذين عقدوا العزم على تزويج ابنتهم من رجل تركي متزوج، ويرغب بزوجة ثانية سرا، إذ يخشى معرفة زوجته أو أهلها بالأمر، لأنهم وفي أفضل الأحوال سيتقدمون بدعوى قضائية ضده لمخالفته قانون الزوجة الواحدة.
ويقول عمار في 11 نيسان/ أبريل الجاري: "كان الشيخ أبو مصعب يهيئ نفسه لكتابة عقد الزواج في منزل العروس وبحضور العريس التركي المتزوج سابقا، وجهز الشيخ الشهود وكل الترتيبات اللازمة، ومن ثم جلس الجميع لكتابة عقد الزواج والمباركة للعروسين".
ويضيف: "هذه المرة يبدو أن الشيخ لم يوفق في مشروعه، بل أعتقد أنها آخر مرة يعمل بها في هذه المهنة، فبينما كان يعد عقد زواج الفتاة التي تبلغ 29 عاما من الخمسيني التركي، دخلت البيت الزوجة التركية، ومعها ثلاثة من أولادها، أعمارهم تقريبا بين 26 عاما و27، إضافة إلى بعض الرجال من أهلها وعشيرتها، لتحدث فصول المعركة". 
فأول ما بدأ به الرجال القادمون مع الزوجة "المخدوعة"؛ هو ضرب الشيخ أبي مصعب ضربا مبرحا حتى سالت دماؤه، فهم يعرفون تماما أنه من رتب للموضوع كله، ولا تقتصر مهمته على كتابة عقد الزواج، بل هو الوسيط في كافة جوانب القصة، وانتهى أمره في المستشفى بعد ما تعرض له من لكمات وضربات عصي.
أما عن موقف الزوجة التركية، فلم تقف متفرجة بل "أخرجت السلسة الحديدية التي تحملها في جيبها وبدأت بضرب زوجها ضربا شديدا أدى لكسر في عضده، فيما حصلت العروس السورية على حصتها من الضربات على رأسها حتى سقطت مغميا عليها"، بحسب رواية الشاهد.
يقول عمار: "أعتقد أن الشيخ أبا مصعب سيستقيل من وظيفته التي تدر عليه أرباحا طائلة بعد ما أصابه بسبب طمعه، لكن الموضوع يستحق الاهتمام والحديث عنه لمنع انتشاره، إذ غالبا ما يكون زواج من هذا النوع سببا في مأساة جديدة تتعرض لها الفتيات السوريات".
ويؤكد عمار أنه يعرف حالات عدة انتهت بفشل الزواج العرفي، "إذ يعود الرجل التركي إلى زوجته الأولى ويطلق السورية في النهاية، ويحل الموضوع بأن يدفع لأهلها المهر المتفق عليه".
ويجد الرجال الأتراك الذين يرغبون بزواج ثان؛ في أبي مصعب وأمثاله حلا لمعضلة الزواج الثاني، فبدؤوا يتعاملون مع "رجال الدين" الذي يتقاضون مبالغ مالية جيدة، تفوق الألف ليرة تركية في بعض الحالات، لكتابة عقد الزواج العرفي. بل إنه أحيانا أصبح هؤلاء يعملون في التوفيق بين شخصين للزواج، أو تأمين "عروس" مناسبة لرجل تركي (متزوج) يرغب بالزواج بامرأة أخرى. وفي هذه الحالة يتقاضى الشيخ مبالغ إضافية كبيرة، قد تصل إلى آلاف الليرات التركية، بعد أن تحول من "منظم عقد نكاح" إلى "خطّابة"، كما يقول سوريون في المنطقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك