التقارير

المُسلمون يُعزون "بروكسل" ويحذرونها من السعودية

2248 2016-03-27

زيدون النبهاني

الإرهاب يطرق باب الجميع، أوربا البعيدة أصبحت تحت مِطرقة المتشددين، ليسَ لغايات نَشر الإسلام، فهم بعيدون عَنه، لكن لنشر الفزع من المسلمين، فكما يوجد في كل الأديان والمعتقدات إرهابيين، هناكَ من يصنع من الإسلام "بعبعاً" للتخويف منه، بِحرفة ودِقة عاليتين، لكن مَن هو المُستفيد؟!

في ستينيات القرن الماضي، وقعَ الملكين البلجيكي "بودوين" والسعودي فيصل، إتفاقية تسمح بدخول رجال الدين الوهابيين إلى بلجيكا، مقابل إستثمارات في ابار النفط السعودية، ومنذُ ذلكَ اليوم بدأت بروكسيل الأكثر إحتضاناً للمتشددين السعوديين، الأمر الذي حذرَ من عواقبه بعض كبار الساسة الأوربيين، لا سيما النائب في البرلمان البلجيكي "جورج داليمان"، الذي دعا في أكثر من مناسبة، على ضرورة تمزيق هذه الإتفاقية المشؤومة.

ثَلاث إنفجارات هزت عاصمة الإتحاد الأوربي، لم تأتِ من فراغ أو كردة فعل إنتقامي، لحادثة تسليم بلجيكا (صلاح عبد السلام) أحد المتورطين؛ في تفجيرات باريس الأخيرة، وحتى وإن صَحَ هذا الإفتراض الذي يسوقه البعض، فإن للخلايا النائمة داخل المجتمع البلجيكي دور مهم، في إحداث التفجيرات بكلِ الفرضيات.

رغم التحذيرات والنهج المتشدد الذي تتبناه السعودية، قررت الحكومة البلجيكية في "نوفمبر" الماضي، تسليم إدارة المساجد في الدولة إلى السعودية، كجزء من تنفيذ الإتفاقية القديمة، وهو مارفضه مسلموا بلجيكا وأعتبروه طريقاً لنشر التشدد، خصوصاً وإن "ويكلكس" قد كشف مؤخراً عن وثيقة دبلوماسية، بين الملك السعودي و وزير داخليته، تأمر بطرد أحد موظفي السفارة السعودية ببروكسل، لإتهامه بنشر فكر متطرف في المساجد والمحافل العامة.

رغم هذا كُله؛ لا ينوي أحد على تجريم السعودية، ولا يوجد تحرك دولي لإعتبارها دولة إرهابية، أغلب الظن إن شراء السعودية لذمم الساسة الإوربيين هي السبب، يساعدها بذلك إبتعاد الجماعات المتطرفة التي تتبناها، من إستهداف إسرائيل الكيان المؤثر في اوربا والغرب.

كالعادة؛ ستكون ردة فعل السلطات الأوربية ضد المسلمين، الذينَ رفضوا في وقت سابق محاولات الحكومة لنشر التشدد والوهابية، فيما سيبقون يجاملون السعودية على حساب مواطنيهم، وبهذه الشاكلة ستزداد التفجيرات، ويبقى المُسلم الحقيقي مُعزياً ومحذراً، من الإسلام السعودي..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك