التقارير

إسرائيل تخوض معركة خاسرة لمنع انهيار نظام العقوبات ضد إيران


علي حيدر/ الأخبار اللبنانية

رغم الموقف الاسرائيلي الرافض بشدة للاتفاق النووي المؤقت بين إيران ومجموعة «5+1»، الا أن إقرار القادة الاسرائيليين بمحدودية تأثيرهم، على أصل الاتفاق والالتزام به، فرض عليهم التعامل مع هذا الاتفاق على انه بات أمراً واقعاً، وبالتالي خوض حملة اتصالات تهدف الى الحد من مفاعيله «السلبية»، عبر إدارة معركة خاسرة من أجل منع انهيار نظام العقوبات الدولي المفروض على طهران.

كشفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية عن أن وزير شؤون الأمن في حكومة بنيامين نتنياهو، يوفال شطاينتس، توجّه الى روما سراً يوم الاثنين الماضي، وتوجه العديد من المسؤولين الرفيعي المستوى في وزارة الخارجية وفي وزارات اخرى الى موسكو، بهدف العمل على منع انهيار نظام العقوبات ضد إيران.

ولفتت «معاريف» الى أن تل أبيب تقدّر أن الايرانيين يحاولون انتاج زخم الخروج من نظام العقوبات بهدف الاستغناء عن الحاجة للتوصل الى «اتفاق شامل مع الدول العظمى» تضطر معه الى تقديم تنازلات بعيدة المدى من جانب إيران.

ونتيجة المخاوف المتعاظمة في تل أبيب، تجري الأخيرة اتصالات مع كل من روسيا وإيطاليا اللتين تجريان بدورهما اتصالات متقدمة لإنجاز صفقة ضخمة لشراء النفط الايراني لقاء تزويد طهران بسلع ومنتجات تبلغ قيمتها الاجمالية 18 مليار دولار، في محاولة لإلغاء هذه الاتفاقات التجارية التي يمكن أن تؤدي الى انهيار نظام العقوبات.

على خط موازٍ، تقوم الادارة الأميركية بجهود مماثلة، وهو ما تُرجِم عملياً بتحذير وُجِّه الى روسيا بأن تنفيذ صفقات ضخمة مع إيران، هو خرق لنظام العقوبات ضد ايران. وبحسب المتحدث باسم البيت الابيض «في حال تقدُّم الصفقة، ستطرح مخاوف عميقة لجهة أنها لا تتناسب مع اتفاق الدول العظمى مع ايران وامكانية ان تكون سبباً لفرض عقوبات على المتورطين».

الى ذلك، أوضحت «معاريف» أن ايطاليا متحمسة لقيادة خط واضح من التقارب السياسي والاقتصادي مع الجمهورية الاسلامية، كثانية أكبر شريكة تجارية لايران في اوروبا بعد المانيا، ونتيجة ذلك تتعرض ايطاليا لانتقاد أميركي.

ونتيجة هذه التوجهات الايطالية، اعتبر مسؤول رفيع المستوى في تل أبيب، أن إيطاليا «تساعد ايران على انتاج صورة بأن العزلة الدولية والعقوبات ستنهار في الفترة القريبة».

ويؤكد المسؤول الاسرائيلي ان نتنياهو ناشد نظيره الايطالي انريكو ليتا، من أجل تبطيء بلاده التقارب السياسي مع إيران، وفعلت الأمر نفسه جهات سياسية اضافية، بمن فيها مسؤولون في السفارة الاسرائيلية في روما.

من جهة أخرى، رأى الباحث الاسرائيلي في مركز «بيغن السادات»، في جامعة بار ايلان، زئيف ماغين، أن الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني، الذي سرّ قلب الغرب، هو أكثر تطرفاً وتشدداً بأضعاف مضاعفة من سلفه محمود احمدي نجاد، مضيفاً أن الاتفاق النووي مع إيران أسوأ حتى من اتفاق الكيميائي مع سوريا.

وبرّر ماغين في مقالته التي نشرتها صحيفة «إسرائيل اليوم»، موقفه بأن الايرانيين لم يلتزموا، خلافاً للرئيس السوري بشار الاسد، تسليمَ شيء، اذ ان جميع الأجهزة والمعدات التكنولوجية المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية بقيت في حوزتهم، وفي واقع الأمر هم وافقوا فقط على ان يقللوا بصورة مؤقتة من مستوى تخصيب اليورانيوم، وهو ما يشبه الى حد ما ابطاء استعمال الغسالات في البيت.

8/5/140124

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك