تنظيم القاعدون والمنظمات الموالية له .. اهداف مشبوهة
وقد عمدت وسائل إعلام عربية عديدة إلى تلقف هذه التصريحات وأعادت نشرها على نطاق واسع لما تتمتع به من تأثير كبير على الرأي العام. لأن الأكيد أن أي إنسان شريف من العرب والمسلمين الذين يكونون قناعاتهم دون الاستناد إلى وعي حقيقي بطبيعة المشكلة، لا يمكن إلا أن يتخذ موقفاً معادياً للنظام السوري ومؤيداً للجماعات المسلحة، لمجرد أن يسمع أن الإسرائيليين يفضلون بقاء النظام السوري ويتخوفون صراحة من وصول الجماعات المسلحة إلى الحكم.والأكيد أن هذه المقولة قد لعبت دوراً هاماً في تحفيز نزعة العداء للنظام السوري وأسهمت في دفع الكثيرين إلى حمل السلاح والانضمام إلى الجماعات المسلحة التي تقاتل النظام على الأراضي السورية. وهنالك وقائع عديدة دللت على أن الكثيرين من المقاتلين غير السوريين الذين يتم إرسالهم إلى سوريا يظنون بأنهم يقاتلون العدو الإسرائيلي. ولا يخفى بالطبع أن المقولة المذكورة تندرج في إطار الكذب والتضليل والتسميم الإعلامي الذي غالباً ما تعتمده قوى الهيمنة من أجل تمرير مشاريعها الشيطانية. فقد كشفت عن ذلك المواقف التي اتخذها الإسرائيليون خلال الأيام القليلة الماضية من مسألة الضربات التي يقول الأميركيون بأنهم ينوون توجيهها إلى سوريا.
هدف كل هذه المنظمات تدمير سوريا.. وكذلك هدف اميركا
ففي الوقت الذي كان باراك أوباما يكرر فيه عزمه على توجيه ضربات محدودة لسوريا، كان أعداء سوريا الآخرون، وفي طليعتهم الإسرائيليون، يرفعون سقف مطالبهم ويقترحون استمرار الضربات حتى إسقاط النظام السوري ويبدو أن الإسرائيليين وحدهم قد توقفوا أمام طبيعة النظام الذي قد يقوم بعد سقوط الأسد، وخلصوا إلى نتيجة مفادها أن الجماعات المتشددة هي المرشحة أكثر من غيرها لوضع اليد على السلطة في سوريا. لكنهم لم يبدوا تخوفهم المعهود إزاء مثل هذا التطور المحتمل، بل وجدوا فيه، على العكس من ذلك، أمراً "جيداً تماماً"، حيث أكدوا في تصريحاتهم على أن الضربات الأميركية يجب ان تمنع النظام في دمشق من تحقيقِ الانتصارِ على الجماعات المسلحة ، لأن سيطرة هذه الجماعات، حتى المتطرفة منها على سوريا أفضل بالنسبة "لإسرائيل" من بقاء نظام الاسد.والمعروف أن هذه الجماعات، وفي طليعتها "جبهة النصرة" التي وضعها الأميركيون على لائحة الإرهاب هي امتدادات لتنظيم "القاعدة" الموضوع بدوره على لوائح الإرهاب الأميركية وغير الأميركية. ومع هذا، فإن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، قد أبدى ارتياحه لما أسماه بـ "التعاون المؤقت" بين المعارضة السورية المعتدلة والمتشددين، نظراً لاتفاقهم على هدف مشترك هو إسقاط نظام الرئيس الأسد. لكنه لم يشر إلى كون الولايات المتحدة تشارك القاعدة في العمل من أجل تحقيق هذا الهدف. كما لم يشر إلى كون الكثيرين من المضللين الذين يظنون أنهم في حرب ضد أميركا و"إسرائيل" لا يفعلون غير تقديم الخدمات لأميركا و"إسرائيل"
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha

