التقارير

مخاوف من تحول جنوب العراق إلى ساحة مفتوحة لعمليات «القاعدة»


 

بدت الأوضاع الأمنية في جنوب العراق، البصرة، ذي قار، ميسان، أكثرا سوءا، خاصة بعد انفجار أربع سيارات مفخخة، مساء الثلاثاء، بالتزامن في الناصرية، والعمارة، سقط على أثرها أكثر من 81 شخصا بين قتيل وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال، الأمر الذي ولد مخاوف من تحول جنوب العراق إلى ساحة مفتوحة لعمليات تنظيمات «القاعدة».

وفي الوقت الذي أشار فيه وزير عراقي سابق أن التفجيرات الأخيرة رسالة بعثتها التنظيمات الإرهابية مفادها أن ذي قار ومدن جنوب العراق لم تعد آمنة، اكتفى محافظ ذي قار بإعلان حظر التجوال الليلي ولإشعار آخر، فيما أوضح محلل سياسي أن تخوف تنظيم القاعدة من ضرب جنوب العراق لم يكن مبررا وهذا ما كشفته عملياتهم الأخيرة من ضعف في أداء الأجهزة الأمنية العراقية في تلك المناطق.

وقال محافظ ذي قار يحيى الناصري لصحيفه‌ ـ«الشرق الأوسط»: إن «اللجنة الأمنية العليا في المحافظة عقدت اجتماعا طارئا لبحث تداعيات الخرق الأمني الذي شهدته الناصرية مساء أمس (أول من أمس)، وقررت فرض حظرا يوميا شاملا على حركة المركبات والأشخاص ابتداء من الواحدة ليلا وحتى الرابعة فجرا باستثناء الحالات الطارئة». وأضاف أن «اللجنة قررت كذلك متابعة الثغرات الأمنية والعمل على تلافيها، داعيا المواطنين إلى التعاون».

من جانبه، قال شروان الوائلي، وزير الأمن الوطني العراقي السابق وعضو البرلمان عن محافظة ذي قار: إن «تكرار استهداف محافظة ذي قار والمحافظات الجنوبية الأخرى في أوقات متقاربة هي محاولة من قبل قوى الشر والإرهاب لإيصال رسالة مفادها أن الجنوب ليس آمنا وليس ببعيد عن مفخخاتهم»، مبينا أن «ذلك لا يعفي الأجهزة الأمنية من قيامها بمهامها واتخاذ كافة التدابير والاحترازات لمنع الإرهاب من تنفيذ مخططاته».

وأضاف أن «هذه الهجمات الإرهابية المتكررة تشير إلى خرق أمني واضح خاصة في محافظة ذي قار حيث تعاني الأجهزة الأمنية في المحافظة من عدم التنسيق فيما بينها، مما يربك عملها».

 

التفجيرات التي ضربت محافظات جنوب العراق فتحت الباب واسعا أمام مخاوف لدى المواطنين بأن تتحول مناطقهم إلى ساحة مفتوحة لعمليات تنفذها جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة. وقال إبراهيم الغالبي، كاتب ومحلل سياسي: إنه «منذ عام 2009 وحتى العام الماضي كانت المواقع التابعة لتنظيم القاعدة تعبر عن أي انفجار يقع في مدينة الناصرية بأنه عملية نوعية»، وأضاف: «على ما يبدو أنهم كانوا يتصورون الأمر صعبا، واليوم تبين لهم أن القضية سهلة جدا، وأن خوفهم لم يكن له مبرر». وتابع أن «هذا الشيء جعلنا في تخوف مستمر لتكرار الخروقات وعجز الأجهزة الأمنية عن التصدي لهجمات الإرهابيين»

إلى ذلك، قال عقيل الناصري، معلم جامعي: إن «التفجيرات الأخيرة تعد مؤشرا خطيرا وخاصة بعد أن تكشف لنا مدى ضعف الأداء لدى الأجهزة الأمنية».

وأضاف أن «الوهن إذا دب في نفوس القادة الأمنيين دب الأقدام في نفوس الإرهابيين، وللأسف هذا ما يحصل هذه الأيام في مدن جنوب العراق».

وشهد الوضع الأمني في العراق ترديا ملحوظا في الآونة الأخيرة، إذ نجحت الجماعات المسلحة بتكرار تنفيذ هجمات منسقة ضربت العاصمة بغداد ومحافظات أخرى، منها جنوبية، كانت تتمتع باستقرار أمني نسبي مقارنة بغيرها، الأمر الذي دفع الحكومة العراقية إلى البدء بعمليات أمنية وعسكرية واسعة في بغداد وتلك المحافظات، كرد على تلك الهجمات وتشديد في إجراءاتها الأمنية الأمر الذي أنتقد من قبل مواطنين ومنظمات معنية بحقوق الإنسان بسبب الاعتقالات العشوائية التي رافقت تلك الإجراءات.

22/5/13822

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك