التقارير

حقيقة نزاع مصر وأحداث سيناء… هذا هو المخطط ‎


 

عباس ضاهر

تحرك الشعب المصري في الميادين لإسقاط حكم “الاخوان المسلمين” ونجحت المعارضة مع الجيش بإزاحة الرئيس محمد مرسي، وسلكت مصر دربا جديدا بعد فشل سريع “للاخوان”، رغم ان تمسك هذه الجماعة بالسلطة يأتي نتيجة سعي استمر 85 عاما للوصول الى جنة الحكم، حتى أنّ مرشد “الاخوان المسلمين” الذي خلف حسن البنا وهو حسن الهضيبي أقر علنا عام 1952 ان جماعته لن تتخلى عن الحكم في حال وصولها الى سدة الرئاسة. لذلك قد لا تبدو استماتة “الاخوان” اليوم مستغربة، لان استبعادهم عن الحكم يعني انتظارا على الاقل لخمسة وثمانين عاما جديدا لاقناع الاكثرية بخطوطهم السياسية، بعدما شهد المصريون على فشل “الاخوان” في السياسة الداخلية، على ذمة ما يقول أكثرية المصريين اليوم.

لكن يتحدث المصريون عن محطات خطيرة تكشف تورط “الاخوان المسلمين” في تقسيم مصر، ويشيرون اساسا الى مستجدات سيناء: لماذا يشن مسلحون هجمات على الجيش المصري في شمالها؟ لماذا توقيت الهجمات الان؟ من هو المستفيد؟ وهنا، تتحدث المعلومات المصرية عن وجود آلاف المسلحين في شمال سيناء، مجهزين بأسلحة ثقيلة وحديثة جرى تهريبها بمساعدة “حماس” وأعد لها الحمساويون بالتعاون مع “اسلاميي سيناء المتطرفين” مخابئ وحضّروا خططا عسكرية لضرب الجيش المصري المحدود القدرة والعدد في هذه البقعة الجغرافية بفعل اتفاقية “كامب ديفيد”.

بعد عزل مرسي، استعجل هؤلاء الإسلاميون تنفيذ الخطة “ب”، التي كانت ستنفذ تدريجيا ضمن الخطة “أ” لو قدر للاخوان البقاء في السلطة. تستند بحسب المعلومات الى موافقة أميركية-إسرائيلية على تقسيم سيناء ما بين شمالها ووسطها والجنوب، كي يكون شمالها تحديدا ما يشبه الامارة الاسلامية لاحتواء فلسطينيي حماس، لكن تل أبيب كانت تنوي الاستفادة من ضرب الجيش المصري بواسطة هؤلاء الإسلاميين، لفرض شريط حدودي على شاكلة ما فرضته في لبنان اثناء الاحتلال للجنوب. ومن يعرف طبيعة سيناء يدرك الأهمية الاستراتيجية لشبه جزيرة تمتلك الثروة الطبيعية من الغاز، علما ان عدد سكان سيناء لا يتجاوز 600 الف نسمة ينتمون الى البدو: يحدها شمالا البحر المتوسط وغربا خليج السويس وقناة السويس وجنوبا البحر الأحمر وخليج العقبة. وهي الرابط بين أفريقيا وآسيا عبر الحد المشترك مع فلسطين شرقا، ومساحتها 60.088 كلم2.

سعت الجماعات الاسلامية الى تمهيد الظروف لخلق واقع جديد في شمال سيناء تحديدا، وايجاد ارض خصبة للربط ما بين اسلاميي غزة وإسلاميي مصر خدمة لمشروع الاخوان، و تركت هذه الجماعة الحرية للخلايا الإرهابية للعمل فى شمال سيناء، والتي تقدر أعداد عناصرها على جانبي الحدود، وفى القطاع وشمال سيناء بأكثر من 13000 متطرف، ولذلك قيد الإسلاميون أعمال القوات المسلحة والشرطة ضد هذه الجماعات في ظل دعم غير محدود من حركة حماس. وتقول المعلومات ان الاخوان خططوا لبناء دولة اسلامية تمتد من غزة الى العريش وصولا الى جبل الحلال في سيناء، بينما تتخذ اسرائيل من جنوب سيناء شريطا حدوديا تحت سيطرتها، ويجري ادخال قوات تابعة للأمم المتحدة من العريش حتى قناة السويس. وفق السيناريو المطروح تستفيد تل أبيب اولا من حيث تشتيت قوة مصر العسكرية والجغرافية والاقتصادية، ثانيا بإيجاد أزمة مفتوحة في اكبر قوة عربية، تتلاقى أهدافها مع ما يجري في سوريا، علما ان خطط اسرائيل أيضاً تصل الى اقامة منطقة شريط حدودي في الجولان السوري. ومن هنا تبدو الاستفادة الاسرائيلية جلية من مشاريع اسلاميي الدول العربية الذين نشروا ثقافة التقسيم على مستوى البشر قبل جغرافية الدول.

هذه المستجدات ترسم وقائع جغرافية وديمغرافية جديدة في الدول العربية، وتنشأ تحالفات لا تقوم على اساس طائفي ولا مناطقي دائما بل على أساس إيديولوجي يجمع الاسلاميين معا رغم التباين والتباعد بين “الاخوان” و”السلفيين” الذي يعود سببه للخوف الخليجي من “الاخوان المسلمين”، كما يتجمع من جديد انصار القوميات العربية والمشرقية، وعلى الخط يسجل تواصل عابر للحدود بين قيادات الجيوش لمواجهة خطر الإسلاميين، وتتحدث المعلومات أيضاً عن اتصالات بين السوريين والمصريين على المستويات العسكرية والدبلوماسية، حتى ان فتح ابواب السفارة السورية في القاهرة تم بعد طلب الخارجية المصرية من دمشق اعادة عمل القنصلية السورية بعيدا عن مبنى السفارة قبل عزل مرسي، لكن سوريا استمهلت فسقط الرئيس المصري وبادرت بعدها الى فتح القنصلية الموجودة في السفارة، بعد تشاور مع الجانب المصري.

على هذا الأساس يرى دبلوماسي عربي مطلع أن أحداث الدول العربية مفتوحة على مسافة سنوات لا يبدو لها أفق بعد، جراء تداخل المصالح الدولية وعقدة المشهد، والنتيجة تغييرات ستبدل شكل العالم العربي: انظروا الى تونس والسودان وليبيا ايضا من جديد بعد مصر، الم تعلن برقة المحاذية للاراضي المصرية ولاية كونفدرالية؟ ماذا عن دول الخليج؟ كل ذلك عدا عن تركيا طبعا في الاقليم”، لم تعد سوريا وحيدة في قلب الاحداث وقد تكون السباقة نحو الاستقرار النسبي

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك