التقارير

كلمة رابطة الكتاب والمثقفين في سنوية الصدر العظيم

2851 20:50:00 2007-04-13

فيما يلي نص كلمة رابطة الكتاب والمثقفين العراقيين في ملبورن /استراليا والتي قرأها الاستاذ المهندس ابراهيم الحسني في الحفل الذي اقامته الرابطة بمناسبة الذكرى السنوية السابعة والعشرين لاستشهاد المفكر الرسالي آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر(رض). بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة الاخوات الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يخفى عليكم لما للفكر والثقافة من أثر بالغ في رقي وتطور المجتمع وإزدهاره.فإن الامم تحيا وتفتخر بمفكريها وعلمائها وقد ورد في المأثور(هلك خزان المال وأهل العلم باقون ما بقي الدهر).فكم من عالم غير مجرى التاريخ وفتح آفاقا جديدة من العلم،وما نشهده الان من تطور علمي وعلى جميع المستويات هو نتاج طبقة من العلماء والمفكرين لازلنا نخلدهم ونقف إجلالا لذكر أسمائهم.وشهيدنا الغالي قد كان أحد رواد الفكر والثقافة والعلم الذين أنجبتهم أرض الرافدين بحيث ملأ فكره وعلمه الآفاق ورفد المكتبات بنتاجاته العلمية والفكرية وابحاثه الدقيقة ليست على مستوى الفقه فقط وإنما شملت الاقتصاد والفلسفة والأخلاق والاجتماع والتاريخ والادب والسياسة.ولقد كان يتمتع بالشجاعة والثبات والعدل والانصاف ورفض كل انواع الظلم والاضطهاد ومصادرة حقوق الاخرين.هذه الصفات جعلت منه الرمز الذي وقف بوجه ظلم السلطة وتجبرها واستهتارها بكل القيم والاعراف لقد كان النظام البائد نظاما تعسفيا شوفينيا لا يؤمن بحريات وحقوق الاخرين بل انتهج سياسة الرأي الواحد والحزب الواحد. فبعد أن أحكم نظام البعث قبضته على العراق وقيامه بحمامات الدم لتصفية خصومه السياسيين قام بمحاولة غسيل للأدمغة وفي كل الميادين. هذه الظروف القاسية وتجبر السلطة الحاكمة لم تثن الشهيد الصدر عن ممارسة دوره في الوقوف بوجه ظلم وتعسف السلطة وأجهزتها القمعية بل زادته بصيرة وأعطته دفعا معنويا للسير بطريقه في مطالبة النظام الحاكم بالكف عن ممارساته القمعية والسماح بحرية الرأي والفكر.لقد وقف كالجبل الاشم حتى قال في آخر ايامه لطلابه بانني قد صممت على الشهادة ولقد مضى شهيدا على منحر الحرية والانعتاق وروح التسامح والالفة والفكر البناء.

 إن التاسيس الخاطئ للدولة العراقية في العشرينات من القرن الماضي والتي حصرت السلطة بفئة واحدة واقصت وهمشت وهجرت بل وقتلت باقي مكونات الشعب العراقي الجميلة. والتي صاحبها أن يستورد المحتل للعراق من يحكمه وكأن نساء العراق عقمت أن تنجب من يحكم أبناءها. لقد نال العراق استقلاله وبحكومته العرجاء المستوردة في الثلاثينيات من القرن الماضي والتي انتهت بسيطرة العسكر على مقاليد الحكم في العراق في نهاية الخمسينيات. فالبداية وان كانت افضل من سابقتها ولكن الاخطاء التي ارتكبت فيها وعدم سن دستور دائم للبلاد يكون بديلا عن الدستور الملكي وكذلك الظروف الداخلية والإقلمية والصراع القائم بين الدول الكبرى آنذاك أدت جميعها في أن يقوم شذاذ الآفاق وسقط المتاع بانقلابهم المشؤوم في شباط الأسود من عام 1963. لقد نشطت عجلة الظلم وتحركت طاحونة الموت منذ اليوم الذي اغتصب فيه البعث المجرم السلطة وذلك بالممارسات القمعية والهمجية لمليشيا ما يسمى بـ "الحرس القومي" والتي قامت بتصفية الخصوم السياسيين للبعث والتنكيل بالابرياء ومصادرة حرياتهم وحقوقهم. وقد أدى الصراع على السلطة فيما بين الانقلابيين وكذلك الجرائم المفضوحة لمليشيا الحرس القومي الى إقصاء البعثيين ولو مرحليا ومن ثم ليعودوا في عام 1968 وبجرائم أكبر وبقسوة أشد. لقد قام نظام العسكرتاريا الفاشي الشوفيني العنصري بزج أبناء العراق بالسجون وقيامه بالتصفيات الجسدية للملايين منهم وكذلك قيامه بحروبه العبثية مع دول الجوار وشنه للحملات العسكرية على مدن وقرى عراقية واستخدامه للاسلحة الكيمياوية في قتل الأبرياء في كردستان العراق بعمليات مايسمى بالأنفال سيئة الصيت أمام سكوت وصمت عربي ودولي رهيبين.هذه الجرائم بحق جميع أبناء العراق من عربه وكرده وتركمانه وشيعته وسنته ومسيحييه وصابئته وجميع قومياته وصمودهم بوجه الطغيان وكذلك جرائمه بحق دول الجوار العراقي وكذلك تغير أجندة الدول العظمى أدت الى سقوط النظام البعثي في التاسع من نيسان عام 2003. لقد كان سقوط النظام المجرم وإحتلال بغداد بدبابتين وهروب الدكتاتور المقبور والقبض عليه في حفرة مهينة وتبخر حزبه الفاشي وأجهزته القمعية واحداَ من أكبر فضائح التاريخ المعاصر بل وعلى مر التاريخ بعد أن كان يتبجح بقدراته العسكرية وإحكام قبضته على السلطة ومراهنته على زعيق الإعلام العربي المرتشي بالكوبونات النفطية.

 لقد ولى نظام البعث المجرم الى غير رجعة بعد ثلاث وعشرين سنة من إعدامه للشهيد الصدر وفي نفس يوم تنفيذ جريمة الاعدام. لقد شاءت العدالة الإلهية أن يكون هذا التوافق لكي يحكي مظلومية انسان نذر نفسه من أجل المبادئ الخلاقة وان الظلم مها طال وتجبر فانه سيزول "فلابد لليل أن ينجل ولابد للقيد أن ينكسر". ما أبشعها من جريمة وما أروعك من مظلوم يسقط من ظلمك في نفس يوم إعدامك بعد أربعين سنة من الطغيان عجاف. ان معالجة التشوه الفكري وهدم البنية الاجتماعية والاقتصادية التي قام بها نظام البعث المقبور يتم معالجتها بنشر المعرفة وزيادة الوعي واشاعة روح المحبة والسلام ونبذ العنف في حل الخلافات. كذلك اعتماد صناديق الاقتراع كاسلوب للتداول السلمي للسلطة. فلا مجال للمؤامرات والانقلابات والاستئثار بالسلطة الذي عانت ولازالت تعاني منه شعوب المنطقة وشعبنا العراقي بالذات.

 اننا نعتقد بان البلدان تبنى بجهود ابناءها ويقع الحمل الاكبر فيها على من يحدد مصير وتطور البلد وهم الساسة وأهل الفكر والثقافة بل ان أهل الفكر هم الذين يرسمون الطريق الى الساسة. وقد تعرض أهل الفكر والثقافة في عراقنا الحبيب الى كل انواع الظلم والاضطهاد والتهجير حتى ان العراق اصبج كانه خاليا من حملة الشهادات العليا وأهل القلم والثقافة وقد امتلئت بهم بلدان المهجر. ان الساحة العراقية في المهجر قد قامت مشكورة بربط المهاجر العراقي بدينه وبلده والمحافظة على تقاليده ولكن لم يكن هناك من يعتن أو يهتم بطبقة الكتاب والمثقفين لذلك كان تاسيس رابطة الكتاب والمثقفين العراقيين.

 ان تاسيس رابطة الكتاب والمثقفين العراقيين في استراليا جاء ثمرة لجهود كبيرة وحوارات طويلة وبما انه لم يكن بالامكان الاتصال بجميع ابناء الجالية لذلك ارتأينا المبادرة بالتاسيس ووضع اللبنات الاساسية للمشروع ومن ثم الانفتاح على الاخرين. رابطة الكتاب والمثقفين العراقيين في استراليا لم تؤسس على اساس ديني او عرقي او مذهبي وانما هي مستقلة وتشمل جميع من له القابلية على الكتابة أو صاحب اطروحات فكرية أو أدبية او ثقافية او فنية. تاسيس الرابطة لايتعارض مع اعتقادات ورؤى والممارسات الدينية والاجتماعية لاعضائها بل على العكس فهي ترفد وتشارك جميع ابناء الجالية في ممارساتهم الدينية والسياسية والاجتماعية ولكن الطرح باسم الرابطة هو طرح عام غير مبني على توجه ديني او قومي او سياسي.

 وفي الختام نتوجه بالشكر الجزيل لجميع الاخوة والاخوات الحضور لتلبيتهم الدعوة في احياء ذكرى السيد الشهيد الصدر الذي يعتبر علما من اعلام الفكر ومضحيا في سبيل مبادئه الخلاقة وشعبه الكريم. فكانت هي باكورة أعمالنا في تخليده والوفاء له والتي سيتبعهما بعون الله توسيع دائرة الأعضاء والمزيد من الفعاليات وعقد الندوات الفكرية والثقافية التي تهتم بشؤون العراق والمهاجر العراقي.                                                                 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رابطة الكتاب والمثقفين العراقيين ملبورن- استراليا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك