المقالات

جريمة جامع براثا تعبير عن منهج طائفي تكفيري

2968 22:53:00 2006-04-08

ان هذا المنهج الإرهابي مدعم من قبل قوى سياسية تعمل على الساحة العراقية تروج له وتحاول ان تعطية تسميات وأغطية تحت عنوان المقاومة ، وهذه القوى والشخصيات تتحدث بصراحة ودون خجل او خوف ، وأصبح عمل هذه القوى السياسية والدينية السنية واجهة سياسية للإرهاب . ( بقلم : جواد النادر )

المتتبع للتطورات السياسية في العراق منذ سقوط النظام عام 2003 حتى اليوم يلاحظ تنامي النزعة الطائفية التكفيرية ، والتي عبرت عن نفسها بصورة اكثر وضوحا واكثر حقدا وطائفية من السابق ،وقدمت نفسها للمجتمع العراقي كنموذج بشع وصورة بشعة من صور الإرهاب والقتل والجريمة القذرة التي تستهدف امن المواطن واستقراره وحياته .الصورة التي رسمت الإرهاب كانت صورة بشعة مقززة اتسمت بالذبح والقتل الجماعي والتكفير والقتل على الهوية واستهداف المصلين وزوار العتبات المقدسة ، واستهدفت الأسواق والتجمعات السكانية ، فضلا عن اغتيال الشخصيات والرموز السياسية والدينية الشيعية ،فالإرهاب الذي سيطر على الساحة السياسية العراقية وعلى واقع المجتمع العراقي لبس لباسا طائفيا واعتمد منهجا طائفيا يحمل نظرة تكفيرية ضيقة ،بل انه اخذ مسارا تصاعديا في القتل والاستهداف وطالت جرائمهم مراقد ألائمة الأطهار والرموز الدينية والمقدسات ، وكانت الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق المصلين الأبرياء من أتباع أهل البيت في جامع براثا في صلاة الجمعة تعبيرا واضحا على حجم الحقد والكراهية التي يحملها هؤلاء الطائفيين التكفيريين لاهل البيت ،وانهم استهدفوا معلما من المعالم الدينية الشيعية المقدسة في العراق ، وهم يحاولون إسكات صوتا مدويا للشيعة يعبر عن هاجس الشارع العراقي وصوتا مدافعا عن اهل البيت هو صوت الشيخ جلال الدين الصغير ،وسيحفظه الله برحمته وبركاته ليكون حربا ضد الإرهاب وضد الكفر ومدافعا عن العراق وأهل البيت .ولقراءة هذا الملف الامني الخطير في مسار الإرهاب وجرائمه نستطيع ان نضع بعض الآراء والأفكار والقراءات :

• ان هناك حركة واسعة تؤمن بالخط التكفيري ، وهي حركة منظمة تمتلك الخبرة والدعم الخارجي والدعم الداخلي والحاضنة التي تأوي هؤلاء التكفيريين ، لذلك علينا ان لا نقبل بالقول ان هناك مندسين ومخربين ، اذ ان ذلك لوحدة لا يعطيهم هذا الفعل الإجرامي الكبير ، فهناك وسطا يعمل في ظله الإرهاب يقدم له الحماية والإسناد والدعم ، فضلا عن الدعم الخارجي ومصالح ومخططات الإقليم العربي السني .

• ان هذا المنهج الإرهابي مدعم من قبل قوى سياسية تعمل على الساحة العراقية تروج له وتحاول ان تعطية تسميات وأغطية تحت عنوان المقاومة ، وهذه القوى والشخصيات تتحدث بصراحة ودون خجل او خوف ، وأصبح عمل هذه القوى السياسية والدينية السنية واجهة سياسية للإرهاب ، مهمتها منع إقامة حكومة قوية متجانسة تقود حملة لمكافحة الإرهاب ، وتدافع عن منهجه في المحافل المحلية والاقليمية والدولية .

• ان التصعيد الكبير في الأعمال الإرهابية الإجرامية في الأشهر الأخيرة جاء نتيجة توافق المصالح الأمريكية مع أهداف ومخططات الإرهابيين والقوى السياسية والدينية السنية ، فالأمريكان يعترفون ان التنسيق مع المجاميع الإرهابية أدى الى التقليل من العمليات التي تستهدف الوات الأمريكية ولكنها ازدادت ضد أبناء الشعب العراقي ، فضلا عن ذلك فقد لعب السفير الأمريكي دورا في تعطيل عمل وزارة الداخلية ، وتعطيل العملية السياسية والالتفاف على نتائج الانتخابات ، فضلا عن ان الشكوك تدور حول عمل القيادات المسيطرة على وزارة الدفاع .

ان فهم هذه النقاط الثلاث يجعل من السهل فهم طريقة التعامل مع الموقف ومواجهة التحدي ، ومطلوب ان نبتعد عن التهم العائمة غير الواضحة والتي قد يستفيد منها هؤلاء الإرهابيين ومن يقف معهم ، وندرك ان حجم التحدي كبير يتطلب حشد كل الطاقات والحفاظ على وحدة وتماسك الشيعة وكتلتهم السياسية الائتلاف ، وان ندرك ان السكوت والصبر لوحدهما لا يكفيان لمعالجة الموقف ومواجهة التحدي ، ان معركة كبيرة منتظرة يخوضها الشيعة في مواجهة الأمريكان والتكفيريين والإرهابيين .

جواد النادر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك