المقالات

مِنْ دون شجاعة قول الحقيقة نسقط في مطبّات التطرف المفكر الفرنسي (فوكو)


إن جانباً كبيراً من معاناة الشعب العراقي اليوم هو نتيجة،( انعدام الشجاعة على قول الحقيقة ). ( بقلم : حسين كاظم علوان )

الحقائق التي نحاول أن نؤجل الحديث عنها، ونعمل على إسكات صوتها، ستصرخ يوماً فتصم اذاننا، بل يحولها الواقع الى أرقام يصعب التعامل معها، والى معادلات عصيّة على الهضم والتمثيل، والسبب وراء كل ذلك هو عدم امتلاكنا الشجاعة لقول الحقيقة في الوقت المناسب والمكان المناسب. فللحقيقة طقوسها ومحيطها الزماني والمكاني الذي تولد فيه، فمن يتعثر في مباشرة الحقيقة ضمن ظروفها وخصوصياتها، فسوف لا يحصل على جوهرها والذي بدونه نظل نتخبط في دوائر من الأخطاء وعندها نسقط في مطبات التطرف والذي يوصلنا الى الإنزلاق في أتون العنف.

إن جانباً كبيراً من معاناة الشعب العراقي اليوم هو نتيجة،( انعدام الشجاعة على قول الحقيقة )، أننا نحاول تأجيل قول الحقائق، حتى تتحول الغاماً تنفجر بوجوهنا، عندها نقول أننا كنا نحتمل او نعرف ما يقع حالياً، لكننا ما احببنا أن نقول ذلك خشية جرح مشاعر البعض، او تجنباً لإحراج آخرين، و...و... الى آخر ما هنالك من مبررات، هي في الحقيقة ( مهلكات ). كان يفترض أن لا ندع أية فرصة لمرور حقيقة دون أن نقولها وبكل شجاعة، فغرس الحقائق في ارض الواقع، يمنح تلك الحقائق الحياة ويمنحنا القوة والأمان، على خلاف مبدأ اسكات الحقيقة وخنقها لأي سبب كان. فمثلاً كيف نفسر ظاهرة تهجير < عائلات عراقية بسبب طائفي > من مساكنها ومدنها بهذه البساطة، وبكل وقاحة، يتم هذا ضريبة عدم قول ( الحقيقة ) في وقتها وبشجاعة، ليعرف الذين هم وراء هذه الفعلة الهمجية، والجميع يعرفون من وراء ذلك، ولكننا وللأسف نتلجلج في قول الحقيقة، وقول الحقيقة يترتب عليه مواقف عملية جادة وحدّية تجنبنا والبلد باجمعه السقوط في مطبات العنف. هذه واحدة من مصائب كثيرة جنيناها بسبب سكوتنا.نتمنى على الحكومة وكل من هم في موقع المسؤولية أن لا يترددوا في قول ( الحقيقة ) مهما كان ذلك حرجاً و شاقاً سواء عليكم او على غيركم، لأن التأخر في قولها له ثمن باهض و مدمر للإنسان والوطن. وقول الحقيقة هو مسؤولية لا تختص بفئة أو طائفة دون أخرى و لا بحزب دون آخر، لأن الحقيقة لا تعرف الإنتماء.

حسين كاظم علوان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك