المقالات

من طهران إلى القدس الطريق لم يعد بعيداً !!!


ما جرى خلال الأيام الاثني عشر الماضية لم يكن مجرد حدث عابر في مشهد الشرق الأوسط بل هزة سياسية وعسكرية وأمنية تركت أثرها على طاولة صناع القرار في الغرب وعلى وجوه الحلفاء وعلى لسان المطبعين قبل غيرهم .

إيران تلك الدولة التي كثيراً ما وُصفت بأنها “محاصرة ومعزولة” قلبت المعادلة لا بصرخة بل بالفعل لا بالشعار بل بالرسالة الواضحة: لا تستهينوا بالصبر ، ولا تستهينوا بوعدٍ وُضع على طريق ذات الشوكة .

 

منذ سنوات وإيران تردد أن “القدس هدف” لا بالشعار بل بالعقيدة . 

لم تصرخ كثيراً  بل اشتغلت بصمت  صنعت نفوذها دعمت حلفاءها ووضعت نفسها في موقع لا يمكن تجاوزه .

 البعض استهزأ البعض أنكر البعض راهن على سقوطها من الداخل أو على انقلاب المعادلات من الخارج لكن ما حدث خلال الاثني عشر يوماً الأخيرة صدم هؤلاء جميعاً ليس فقط بردِّ الفعل بل بامتلاك القرار .

 

إيران التي خرجت من حرب الثمانينات بجراحٍ  لكنها وقفت والتي واجهت عقوبات الغرب لأكثر من أربعة عقود ، لم تبدُ يوماً دولة ضعيفة .

واليوم ، ها هي تُثبت أنها ليست مجرد “فاعل” بل مركز ثقل إقليمي يستطيع أن يغيّر شكل الميدان إن أراد وأن يفرض معادلات جديدة متى ما قرر أن لحظة الرد قد حانت .

 

ليس من المبالغة القول إن هناك حالة من الذهول في عواصم القرار .

إسرائيل تفاجأت رغم كل أجهزتها ، بسرعة الرد ومرونته وتوقيته . 

الدول الغربية التي ظنت أن سنوات العزلة ستنهك طهران ، أدركت أن ما يُبنى بهدوء في الكواليس ، قد يكون أقوى مما يُعرض في الإعلام .

 

أما بعض الدول العربية التي طبّعت باسم السلام والاستقرار ، فقد وجدت نفسها أمام مشهد لا يُفسر بسهولة: دولة تقول ما تفعل ، وتفعل ما تعِد .

 

حتى الداخل الإيراني ورغم تعقيدات السياسة والاقتصاد ، وقف على قلب واحد .

اللحظة كانت أكبر من الخلافات ، والهدف كان أوضح من أن يضيع في زحمة التفاصيل .

هناك شعور واضح بأن إيران تمرّ بمرحلة إعادة تثبيت للمكانة ، لا دفاع عن البقاء .

 

نعم إيران لا تزال تقول إنها ستصلي في القدس .

وقد يراها البعض عبارة رمزية ، لكن كل يوم يمر يثبت أن هذا الوعد ليس مجرد شعار ، بل هو مسار تعمل عليه ، بكل أدواتها وصبرها وشبكة تحالفاتها .

ومن كان يعتقد أن الأمر لا يتجاوز حدود الكلام فالأيام الأخيرة كفيلة بأن تُعيد له حساباته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك