هي أول من يستحق التهنئة...
"لا عذّبَ اللهُ أمي إنها شربتْ
حُبَّ الوصيّ، وغذّتنيهِ باللَّبَنِ..."
أيُّ بيتٍ هذا؟
بل أيُّ ولادةٍ ناصعةٍ صيغت من حليبِ الولاية!
هذا ليس شعرًا فحسب... هذا بيانُ انتساب، وعهدُ دم، ودمعةُ انتماء.
حين يقول الشاعر: "لا عذّبَ اللهُ أمي..."
فهو لا يُطلق دعاءً عابرًا، بل يُسجّل شهادة حقّ واعترافًا بفضلٍ لا يزول،
إنها الأم...
أولُ مدرسةٍ في الولاية، أولُ مَن عرّفك طريقَ أمير المؤمنين،
لا عن علمٍ فحسب، بل عن لبنٍ وسرٍّ وسكينة تُسكب فيك قبل السمع.
يا من تفتخر بأنك من شيعة علي،
هل تظن أن حب الوصي جاءك صدفة؟
لا...
جاءك عبر دفء صدرها، عبر همسها حين تنام، عبر دموعها حين كانت تُسمّيك باسمه،
جاءك مع الحليب، مغروزًا في نخاعك، محفورًا في الفطرة.
فلا أحد يستحق التهنئة قبل الأم...
إن كنتَ ثابتًا في الولاء،
صادقًا في العهد،
فهي أول من غرسته، لا بالأوامر، بل بالحب، لا بالخطب، بل باللبن...
هي التي إن ذكرتَ عليًا اقشعرّ جلدها،
وإن سمعت مظلوميته بكت،
وإن مرَّ يوم الغدير فرشت البيت وردًا ونذورًا.
السلام على أمهات الولاية...
السلام على من أنجبن قلوبًا لا تميل إلا حيث يميل علي.
السلام على من خططن الولاية في الأرواح، لا بالحبر، بل بالحليب.
فاعرف قدر أمك، يا ابن علي...
وقبّل يدها، فهي أول من عرّفك الوصيّ، قبل أن تفتح عينيك على الدنيا.
✍🏻 الشهيد القائد الشيخ عمار كريم الشويلي
رضوان الله عليه
https://telegram.me/buratha
