المقالات

الشرارة الأخيرة إمّا تهدئة أمريكية … أو حريق شامل !!


منذ عقود كان الشرق الأوسط مسرحاً مفتوحاً لأطماع القوى الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة التي اعتقدت أن بإمكانها التحكم بمصير شعوبه ومقاوماته من داخل قواعدها المنتشرة كالأخطبوط ومن سفاراتها التي لا تمثل دبلوماسية بقدر ما تمثل إدارة عسكرية استخباراتية للهيمنة والاستنزاف .

لكن اليوم الصورة تغيّرت !

في هذا المفصل التاريخي وتحديداً بعد كلمة المرشد الأعلى السيد الخامنئي في ١٨-٦-٢٠٢٥ بات واضحاً أن الرسائل لم تعد تحتمل التأويل .

فكل من تابع الخطاب يدرك أن مرحلة جديدة بدأت مرحلة لا مكان فيها للمناورة ولا مساحة للتردد .

فالمعادلة باتت صريحة: اليد التي تُشعل الفتن في الإقليم لن تبقى بعيدة عن ألسنة اللهب وكل صاروخ موجه نحو أطفال غزة أو قرى الجنوب أو جبال اليمن له شقيق بانتظار لحظة الانطلاق نحو قلب المصالح الأمريكية في المنطقة .

واهمٌ من يظن أن المقاومة ما زالت تلك التي تُراكم الردود وتُؤجل القرار !!

فمحور المقاومة اليوم ليس مجرد رد فعل .

هو محور مبادرة  ، تخطيط ، ردع ، وصبر استراتيجي طويل تحوّل إلى جهوزية كاملة . 

القواعد الأمريكية تلك التي ظنت واشنطن أنها جدار الحماية ومركز السيطرة ، باتت هدفاً مباشراً ، تنتظر فقط الشرارة الكبرى .

ليست تهديدات إعلامية ، بل حقائق تُبنى بهدوء خلف الستار ، وتجهيزات تُدار بعقل بارد ، وإرادة لا تعرف التراجع .

الشرق الأوسط يقف على حافة نيران . 

إما أن تنسحب أمريكا من سلوكها الاستعلائي وابنتها المدلله ، وتفهم أن زمن الإملاءات قد انتهى ، أو أنها ستكتشف متأخرة أن هذا الجسد الممتد من البحر إلى الخليج لا يُركع بقواعد ولا يُستعمر بسفارات .

هذا المحور الذي ترسخ بالدم والمقاومة ، لم يعد يعمل ضمن حدود محلية ، بل بات يمتلك مشروعاً إقليمياً عابراً للطوائف والحدود ، يمتلك قراره ويعرف جيداً متى يطلق الصواريخ ، ومتى يصمت ليُرعب .

الرهان على التهويل الإعلامي أو الضغط السياسي لم يعد مجدياً . 

فالمقاومة التي صمدت أمام الحصار والتجويع والخيانة ، لن تتردد اليوم في قلب الطاولة إذا فُرضت عليها معركة . والرسالة هذه المرة ليست تحذيراً ، بل إعلان استعداد شامل . 

الكل يترقب ، ولكن المحور يجهّز وجاهز . 

أمريكا اليوم ليست في موقع الحَكم ، بل في موقع من عليه أن يختار: تهدئة تفتح باب الحلول ، أو تصعيد يُشعل كل شيء ، ولا يبقي لها موطئ قدم آمن .

وإن اندلعت النيران ، فلن تبقى موضعية . 

لن تكون حرباً  على طرف من الأطراف ، بل زلزالاً  يعيد رسم الخرائط ويطرد المحتل والمستكبر من جذوره . 

هذا هو زمن المقاومة … زمن توازن الردع الحقيقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك