المقالات

تضحيات صامتة تدفعها دول الشرف.. ولكن لماذا؟

261 2025-06-14

كتب معن بن علي الدويش الجربا

في عالم مليء بالتحديات والصراعات، تبرز اليوم قضايا النضال والمقاومة والأخلاق كمواضيع محورية في الساحة السياسية والاجتماعية في منطقتنا العربية والإسلامية.

واحدة من أهم هذه القضايا هي موقف دول الممانعة (دول الشرف) في مواجهتها للضغوط والعقوبات وفي تقديمها مزيدًا من التضحيات.

ففي كل يوم نرى تقديم الشهداء ومعاناة الحصار المستمر منذ عقود، وفي كل يوم نشهد صمود هذه الدول في مواجهة القوى العالمية الكبرى، وآخرها العدوان الأخير الذي شنّه الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية.. وهنا يجب أن تتبادر إلى الأذهان أسئلة عديدة حول أسباب تحمّل هذه الدول وهذه الشعوب لكل ذلك العناء.

علينا جميعًا أن نتذكر بأن ما تتحمّله هذه الدول من شدائد وصعوبات ينبع من دعمها الثابت لقضية فلسطين والقدس الشريف، وليس لأي سبب آخر.

إن دول محور الممانعة، المتمثل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، العراق، لبنان، اليمن، وسوريا (النظام السابق)، تحمّلت كل هذه الضغوط الهائلة من أمريكا والغرب والعالم الأنجلوساكسوني بسبب ما قدّمته للقضية الفلسطينية من دعم وحماية.

وعلينا جميعًا أن نعلم أن هذه الدول الممانعة لو تنازلت عن دعمها لقضية فلسطين، لفتحت لها أبواب الجِنان من رخاء وتنمية واقتصاد مزدهر من قِبل قوى العالم الكبرى، مدعومة من إسرائيل وأمريكا.

حقًا، ما أشبه هذا الحصار بحصار قوى الطاغوت والظلم والجبروت ضد بني هاشم في شعاب مكة المكرمة قبل ألف وأربعمائة سنة، بسبب حمايتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه اليوم بحصار (شعب بني هاشم).

إنه لمن المؤسف أن نشاهد بعض الأقلام المأجورة والوسائل الإعلامية الموجّهة تشمت بما تتعرض له هذه الدول وهذه الشعوب من عدوان، متجاهلة التضحيات الجسيمة التي قدّمتها تلك الدول وتلك الشعوب دفاعًا عن قضية عربية وإسلامية أصيلة (قضية فلسطين).

وهنا يتجلّى سؤال مشروع: هل هذه الأقلام وهؤلاء الأشخاص بالفعل يحملون جينات عربية أو مبادئ إسلامية أو حتى مجرد قواعد إنسانية محايدة؟!.. أم أنهم شياطين بأشكال بشرية، ومجرد أدوات لقوى خارجية تسعى لخذلان هذه الأمة وتمزيقها؟!

علينا طرح دعوة صادقة لكل مواطن في منطقتنا للوقوف مع الحق، والتكاتف في مواجهة المخططات التي لن تستثني أحدًا؛ فلا التخاذل سوف يحمي أحدًا، ولا حتى الحياد سينجي أحدًا، بل سيأتي الدور على الجميع تباعًا.

يجب أن نكون واعين لحقيقة المخاطر المحدقة بنا جميعًا، حتى لا ينطبق علينا المثل القائل: "أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض"، فالمخطط يشمل كل المنطقة ولكن على مراحل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك