المقالات

وقفة مع لقاءات وفود البعث مع السيد باقر الصدر


يبقى المرجع هو صاحب الراي في تعامله مع الحكومات التي مرت على العراق وله وجهة نظره الشرعية ، واما نحن نحاول قراءة مواقفهم ومقارنتها بمواقف الائمة عليهم السلام ، نعم قد تكون هنالك مواقف في وقت حدوثها لها حيثيات وتوقعات لكن اليوم بعد ان حدثت امور بخلاف ما ما توقعه المرجع في حينها نقف حقيقة بكل حيرة امام المستجد من الواقع .

هنالك اسرار كما يقال بدات تظهر للعلن خلال السنوات الاخيرة لا سيما ما يخص حقبة البعث مع مرجعية السيد الخوئي والسيد باقر الصدر ، واكثرها ضبابية هي علاقة الرباعي الحكومة والسيد الصدر وحزب الدعوة وحزب البعث ، وليس كل ما يقال هو صحيح لكن عندما يتحدث شاهد عيان فانه يصبح دليل .

في كتاب السيد طالب الرفاعي ( عالم شيعي في مصر ) ذكر ان له قرابة مع سفير العراق في مصر سنة 1973 ، وهو الذي سهل له زيارة العراق بل زوده بارقام هاتف نائب ريس مجلس قيادة الثورة الطاغية فيما بعد وله مطلق الحرية متى ما يريد اللقاء او الاتصال ، ذكر ذلك للسيد محمد باقر الصدر فقال له جيد اتصل به لغرض قضاء بعض الحاجيات المهمة للحوزة فرفض الرفاعي وادعى انه لو حصل للسيد مكروه سيتهموه بانه هو من اوقع به .

بينما المشادة بين الشيخ محمد رضا النعماني ورائد الامن صباح الحمداني ذكر الاخير بان الاول ( سويج ) الامن على المرحوم السيد محمد باقر الصدر ، وهنا ليس من باب تصديق الحمداني لكن من باب التشكيك لان النعماني وغيره الكثيرين ومنهم الشيخ عفيف النابلسي في كتابه خفايا واسرار ذكروا هنالك مشايخ في الحوزة وكلاء للامن ، وقد ذكر النابلسي بانه حواشي المراجع الذي يعكرون صفو العلاقات بين المراجع خوفا على مصالحهم .

واسال بخصوص طلب السيد الصدر الاتصال بالطاغية اي انه يؤمن بالتواصل مع الطاغية ، حقيقة وهذا يتفق مع سيرة الائمة عليهم السلام فبعضهم لديهم مراسلات مع حكام زمانهم وهذا لا يعني تاييد الطاغية بقدر ما هو قضاء حاجة او دفع مظلمة او الحاجة اليهم اي للحاكم مستقبلا لما قد يحدث .

اكثر من وفد بعثي زار المراجع ايام السيد الخوئي والسيد الصدر وغيرهم ، لكن التاكيد على السيد الصدر بدواعي انه عربي وقد تواصلوا معه لكن كيف كان رد السيد الصدر لهم ، فمرة منها عندما ارسل البكر مصحف ثمين للسيد الصدر مهنئا بعيد الفطر عن طريق عبد الرزاق الحبوبي محافظ كربلاء ، فقال له السيد الصدر اسال الله ان يتقبل منكم ومن الرئيس العزيز وان يوفق الرئيس للعمل بالقران الكريم ...الى اخره ،

زيارة اخرى قام بعا عضو بعثي لبناني اسمه زيد حيدر ومن معه وطرحوا على السيد الصدر ان يكون مرجع الحزب والثورة ، نحن لا ننكر غدر البعث ، وفي الوقت ذاته الا يوجد مخرج لاستثمار ما يريدونه لردع ما يخططون له ؟ طبعا كان زيد حيدر متاثرا بالسيد الصدر ومعجبا به وحتى كتابي فلسفتنا واقتصادنا لا يفارقانه .بل في موقف سابق للبكر بان اكد على دعم السيد الصدر وطبع كتابه اقتصادنا للرد على الشيوعية ، نعم غاية البكر ليس الاسلام بل الحزب الشيوعي المعارض للبعث .

طبعا وفد زيد حيدر الذي طلب من السيد ان يكون مرجعا للحزب والثورة لانه عربي فقال له السيد انا مرجع لكل المسلمين وضمن ما قاله بالنص على عهدة النابلسي " كما اشار ـ اي السيد الصدر ـ لهم بانه قادر على تخريب مصالح الدولة ، ولكنه يحافظ على الملك العام للامة " ، طبعا لم يذكر النابلسي في اي سنة هذا اللقاء ، لكن هل يصح هكذا جواب تهديد ووعيد لحكومة لها سابقة خطيرة مع السيد الحكيم والتي هي ليست بغائبة عن عقل ونظر السيد ؟!!!

وعن جريمة ، نعم جريمة حافظ الاسد بقطع الفرات على العراقيين وتضررهم ضررا بالغا ، جاءت الوفود من الحكومة للمراجع للشكوى على الحكومة السورية ، فهل استغل المراجع هذا الظرف لصالحهم ؟ فكان رد السيد الصدر عندما زاروه " انتم لا تقدرون قيمة المرجعية وامتداداتها في العالم لانها يمكن للمرجعية ان تحل هذا الاشكال عن طريق السيد موسى الصدر" ، بما له من علاقة معهم ومع حافظ الاسد ، بعد يومين جاء وفد رسمي من البعث الى السيد الصدر لحل ازمة سد الفرات مع سوريا ، وقد قام السيد الصدر بوساطته وبحذر شديد مع السيد موسى الصدر بارسال الشيخ عفيف النابلسي له ولم يذكر نتائج الوساطة في الكتاب .

غير ذلك دائما نقرا ونرى صورا لرؤساء وملوك وامراء دول عربية تزور المراجع ، الا يمكن لهذه الزيارات ان تحدث اثرها ، بل كما ذكر السيد رضا موسى الحكيم عندما اقام مجلس فاتحة على روح السيد محسن الحكيم في القاهرة كيف جاءت الوفود الرسمية والرفيعة للتعزية من جمال عبد الناصر بمن ينوب عنه وغيره ، هذه المكانة هل استغلت بالشكل السليم للحفاظ على كيان المرجعية ومنع ما تعرضت له من ضربات خبيثة بعثية ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك