المقالات

الفرق بين الشرع والسياسة


 

لا يختلف اثنان ان العلم السياسي له صلة وثيقة بالناس , وله مدارس متنوعة قامت عليها دول عظمى ونبغ فقهاء في العلم السياسي , وان علم السياسة قيد ادوار لا يمكن التغافل عنها , حقق بعض الساسيين لشعوبهم انتصارات على مستويات متعددة , عسكرية وصناعية وزراعية وعلمية بكافة فروعها . وانشأت جامعات ومعاهد دراسية تعلم الناس{ فن الممكن} ومنحت شهادات عليا في علم السياسة وعلى راس المشاريع السياسية هي السياسة الاقتصادية التي حكمت العالم بعملات لدول معينة .وبنيت مدن وشيدت شوارع ومعاهد وجامعات بأسماء سياسيين قدموا خدمة لا تقدر بثمن لشعوبهم وللإنسانية ,وهناك سياسيين بالعكس اضروا اوطانهم .

كل هذا لا يعطي الواقع الشرعي والعقلاء الملتزمين بحدود الشريعة الحق للسياسيين تقمص دور المشرع الديني ,لأنه ليس شرطا من دخل عالم السياسة سواء كان متحزبا او ومستقلا كما يقولون , ان يتحدث باسم الدين , ويعتبر نفسه هو او اعوانه ما [يقوله او فعله] ممثلا للدين { سواء كان من طائفته او من دينه} ووقع اغلب المسلمين تحت هذا الوهم . فاصبح ما يتحدث به الخليفة او الملك او الامير وكل من يسمونه{أولي الامر} ولكن هذا ركن من اركان عقيدة اخواننا السنة, ان يعتبرون قول او فعل اولي الامر ممثلا للشارع المقدس.

فاصبح الفصل في هذه النقطة{ الموقف الشرعي والموقف السياسي} وتحديد المسالة بشكل قطعي, محل خلاف بين السياسيين والمتشرعين, وانشقت الامة الى شقين , فعمد بعضهم الى لوي المصطلحات القرآنية , او الاحاديث الشريفة عن النبي{ص} او الائمة المعصومين عليهم السلام ,او ما قاله الانبياء عليهم السلام ,فيجعلون كلمة يختارونها من كلامهم انها تمثل السياسة في النصوص الاسلامية او الدينية. بينما خلآ القران الكريم من كلمة سياسة او تسيس او أي كلمة تعين الباحث انها تعني السياسة في القران, فعمدوا الى القول ان ايات الملك وحكم الانبياء كقوله تعالى (قالَ اجعَلني عَلى خَزائِنِ الأَرضِ إِنّي حَفيظٌ عَليمٌ).{يوسف55} وغيرها قالوا إنّها تبين إنّه طلب ذلك لأنّه السبيل للوصول إلى أبيه وإخوته، وقيل إنّه طلب ذلك كونه يعلم في نفسه أنّه قادرٌ على القيام بهذه المهمة في السنين الشداد التي ستمرّ على الناس.

واختصارا للموضوع تركت التوضيحات التي تبين معنى السياسة الدينة ’ لأني وجدت الذين فسروها ينتمون الى مدارس متعددة, فمدرسة السلاطين لهم راي خاص بالمعنى يتوافق مع سياسة السلطان وهم {وعاظ السلاطين} ,وهناك من يفسر السياسة الدينية انها تمثل معارضة الطغاة والظالمين واعتبروا كل من ينتمي اليهم مجاهدا , واذا مات يسمونه شهيدا .

الى جانب هذا هناك سياسيون لا يعيرون اهمية للدين والشرع . مثل العلمانيين الذين يفصلون الدين عن السياسة , فمدلول العلمانية المتفق عليه الان يعني عزل الدين عن الدولة وعن حياة المجتمع، عامة والاسرة خاصة ,وإبقاء المجتمع حبيسا في ضمير الفرد نفسه ,لا يتجاوز الدين عندهم العلاقة الخاصة بين الفرد وربه ؛وان تكرمت السلطات ومنحته فرصة ان يعبر عن نفسه وعقيدته في الشعائر التعبدية والمراسيم فأنها لا تتعدى المراسيم المتعلقة بالزواج {احيانا}والوفاة وطريقة الدفن. ولا شيء سواها عندهم له علاقة بالشرع , لانهم لا يعترفون باي جهة للتشريع,

من هنا اقول: ان المواقف السياسية للدولة الاسلامية وقفت موقفا ظالما ضد اهل البيت عليهم السلام. وكلامي هذا سيغيض ممن لا يقبل لعقله الانطلاق في مساحات الشرع والفرز بينها وبين دهاليز السياسة المظلمة والقرارات السياسية التي تحولت بعد حين بدلا عن الشرع, واصبح من يرجع للنصوص الشرعية مقابل الاجتهادات السياسية يتهم بالطائفية والرجعية. هذا ديدن السياسيين. +

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك