المقالات

سياسة التدمير والتهجير والارض المحروقة الاسرائيلية

1007 2024-11-06

تعرض اليهود الى الاضطهاد والتهجير والقتل وغيرها من المظالم والحوادث المؤلمة خلال تاريخهم الطويل وفي مختلف بقاع العالم , وكانت هذه المظالم وراء الدعوة الى تأسيس دولة يهودية و وطن خاص باليهود , وتحقق لهم ما أرادوا , اذ هاجر اليهود من بلدانهم المختلفة وحدانا و زرافات الى فلسطين في بدايات القرن المنصرم , وظن البعض ان اليهود سوف يستفادون من تجاربهم المؤلمة ويعاملوا الاخرين بالحسنى , لاسيما الفلسطينيين , باعتبار ان المظلوم يشعر بآلام المظلومين امثاله , ويتعاطف معهم , لكن الظنون خابت , ولم يستفد اليهود من تجاربهم ولم يتعلموا من عبر التاريخ , اذ شيدوا دولتهم على جماجم الاطفال والنساء والعجزة والشيوخ الابرياء وذبحوا سكان فلسطين الاصلاء , وسارت بجرائمهم الركبان , وامست الجرائم الاسرائيلية حديثا للناس في كل مكان , وانتشرت اخبار المجازر الاسرائيلية المروعة , وضاقت الدنيا على الفلسطينيين بما رحبت .

وخلال تلك العقود الطويلة لم تراجع اسرائيل حساباتها بل امعنت بالإجرام والارهاب وازدادت قسوة وغطرسة وعنجهية , وارتفعت وتيرة عملياتها الارهابية والعسكرية , حتى اصبحت انموذجا فريدا بالتوحش والهمجية , اذ اتبعت سياسة التدمير والتهجير والارض المحروقة , فما ان تدخل القوات الاسرائيلية في مكان ما حتى تحيله الى ركام , اذ تقوم بحرق كل شيء ممكن ان يستفاد منه الفلسطينيون او اللبنانيون او غيرهما , وتجريف البساتين والاشجار , وهدم الدور والبنايات والعمارات على رؤوس اصحابها , ولم تسلم حتى المخيمات والخيم البائسة من نيران اليهود وصواريخ اسرائيل الحارقة الماحقة , بل وصل الامر باليهود الى مسح القرى والمدن من وجه الخريطة واستخدام الاسلحة المحرمة والممنوعة دوليا , فضلا عن القاء مئات الاطنان من القنابل الحارقة على رؤوس الناس العزل الابرياء بحجة محاربة حركة حماس او حزب الله او غيرهما .

و خطط وعمليات اسرائيل العسكرية والسياسية المتبعة ؛ تتجلى باستهداف البنى التحتية والحيوية للبلدان الاسلامية والعربية , فضلا عن ضرب المقرات والقواعد العسكرية , بالإضافة الى اقتران الرعب بالدمار والتدمير بالتخريب والقصف بالخوف ... الخ ؛ والهدف من هذه السياسة الشيطانية والارهاب الوحشي , شل الحركة الاقتصادية وتهديد حياة الناس في تلك الدول , ودفعهم للهجرة والجلاء كما حدث مع الفلسطينيين واللبنانيين , والضغط على الحكومات الاسلامية والعربية للقبول بالشروط الاسرائيلية , واقناع مواطني تلك الدول بضرورة اجتناب الغضب الاسرائيلي الاجرامي والنأي بالنفس عن مواجهتهم , لاسيما وان الامريكان والغرب مع الإسرائيليين دائما وابدا , فهي تستهدف بهذه السياسة الجهنمية تحقيق عدة اهداف ومنها : ضرب اقتصاد تلك الدول كما مر انفا بل والاعتماد على الاقتصاد الاسرائيلي او صيرورته المحور في المنطقة والتي تدور حوله اقتصاديات دول المنطقة ... ؛ واشغال الحكومات والشعوب بإصلاح ما دمره العدوان الاسرائيلي ومعالجة التداعيات السلبية الناتجة عن العمليات العسكرية والسياسات الاسرائيلية , واحداث التغييرات الديموغرافية من خلال تدمير القرى والمدن وتهجير سكانها , وصعوبة عودة اهاليها اليها بسبب التكاليف المالية الباهظة لإعادة بناءها واعمارها , ومحاولة اسكان اليهود فيها او لا اقل جعلها خالية من اهلها وفارغة وتحويلها الى صحراء جدباء لضمان أمن اسرائيل , وتدمير الحواضن الشعبية والاجتماعية لحركات وفصائل المقاومة بل دق اسفين بين الطرفين , كما يحدث الان في شمال غزة وجنوب لبنان , بالإضافة الى ارعاب الحكومات والشعوب ودفعها للقبول بالتطبيع والتخلي عن القضية الفلسطينية والمقاومة والى الابد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك