المقالات

الاستشراق بين الحقيقة والنفاق


 

مستشرق في ايران راى صباحا جماعة يحملون اثاث غرفة زواج في سيارة حمل فسالهم المستشرق من الذي سيتزوج؟ فقالوا وله وماذا يهمك ، وراى عصرا رجل يضرب امراة فسال من كان معهم من هذا الرجل الذي يضرب زوجته ؟ فقالوا له وماذا يهمك . فكتب في مؤلفاته انه راى في ايران رجل تزوج صباحا وضرب زوجته عصرا .... باعتبار ان اسم الزوج ( ماذا يهمك )

لا يعني التشكيك بما يكتبه المستشرقون ولكن اجمالا ليس من الصحيح ان ياخذ الشرقي تاريخه من المستشرق فبالاضافة مع حسن النية ـ هذا على افتراض ـ فانه لا يكون دقيقا كما هو الحال مع من يعيش تاريخ الاسلام في نقل التاريخ، والاضافة هي بلاغة اللغة العربية التي بحركة تغير المعنى وان المرحوم الدكتور ادوارد سعيد له راي صائب بخصوص نتاجات المستشرقين ، فانه يرى "الاستشراق مشروع ناجح بالنسبة للغرب والخاسر فيه هو الشرق " علما ان في فترة الاستعمار جاءت افواج من المبشرين بالمسيحية تحت مسمى مستشرق في البلاد العربية .

حاول إدوارد سعيد من خلال كتاب الاستشراق الوصول إلى نتيجة عامّة، تكمن أصلًا في القول ببطلان الحقائق التي يقدّمها المستشرقون انطلاقًا من القاعدة البنيويّة التي ترى أنَّ كلّ معرفة هي نتاج سلطة ما، والسلطة لا تنتج معرفة من أجل المعرفة، بل تنتج معرفة من أجل المصلحة والهيمنة، وبسبب اراء الدكتور سعيد بالاستشراق فقد عاداه المستشرقون والمستعمرون ولم يستطيعوا الرد عليه لانه تكلم عن حقائق مدعمة بالوثائق

وانا اتصفح كتاب "سطوع نجم الشيعة " تاليف جوهان كونسلمان ، ترجمة محمد ابو رحمة وكتب على الصفحة الثانية ان "النصوص التاريخية مترجمة عن النص الالماني " الناشر مكتبة مدبولي /2004 ط/3 كتب في احد فصول كتابه " محاولة الامام الرضا ان يصير خليفة " ص/58 يقول "فبدا علي الرضا رحلته الطويلة من مكة الى بلاد الرافدين ..... امله في الوصول الى السلطة في الدولة الاسلامية على ضفاف دجلة والفرات" ص/86... انتهى

ان كان هو القائل او المصادر الاستشراقية الالمانية فالموضوع جملة وتفصيلا بعيدا عن الحقيقة التاريخية لذلك ، فالامام الرضا عليه السلام امتنع امتناعا شديدا عن ان يكون في اي منصب بالدولة وبعد الالحاح من المامون شرط عليه الامام الرضا ان لا يكون له اي سلطة ولا يامر او ينهي او يتدخل ، ووافق على ذلك المامون ، واما رحلته التي اجبر عليها كانت من المدينة وليس مكة ولم تكن الى بلاد الرافدين بل الى خراسان ولا اعلم من اين لهم هذه المعلومات؟! ، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على عدم الدقة في نقل التاريخ ، وان هذا الكتاب نموذج من عشرات بل مئات الكتب الاستشراقية التي كتبت عن التاريخ الاسلامي باسلوب عجيب وفي بعض الاحيان من مصادر لا يعترف بها اعلام الاسلام كما وانهم لا يفقهون في علمي الحديث ورجال الحديث . النموذج التي ذكرته لا يعني لانه يخص الشيعة بل حتى كتب اخواننا السنة فانهم نقلوا اوهام وليس حقائق من كتبهم وقد رد بعض اعلامهم على المستشرقين .

هنا لدي التفاتة انتبهت لها فيما يخص اسلوب المستشرق فاذا ما قال عن محمد صلى الله عليه واله صفات التبجيل ويلحق اسم النبي بالصلوات او يلحق اسم المعصوم بالامام وعليه السلام فان القارئ اغلبهم قد ينخدع ويتعاطف مع الكتاب بحكم هذه العبارات بينما هي احد اساليب التمويه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك