المقالات

بَحّارة الانتخابات ومسواگ الاصوات !؟


عمر الناصر

 

 

 

اصبح كل شيء في العراق تحكمة البورصة ابتداءا من ارتفاع وانخفاض السوق وانتهاءا باسعار المناصب ،حتى وصلت هذه العدوى الى البَحّارة الذين يثقفون للكثير من المرشحين بغية كسب اصواتهم ، فتقسيم الأرزاق بيد الله وقد وزعها بين بني ادم وفقاً لمعرفته بكينونة النفس البشرية، لان البعض منها منظور ويستطيع المرء أن يراه بوضوح ليذهب إليه بصورة مباشرة ،والبعض الآخر غير منظور وفيه احتمالية تحقق جزء منه ، لكن رغم ذلك فأن سبل الذهاب الى النصب والاحتيال والقفز على اوتار مكاتب المرشحين اصبحت مسواگ وظاهرة رائجة تزدهر قبيل كل موسم انتخابي.

 

لم تحقق الطبقة السياسية الحاكمة أهداف استراتيجية تساعد على تقريب الشارع لهم الا القليل منهم ، فتجد هنالك حلول آنية ترقيعية ليست جذرية تولدت على اثرها طبقة من الشارع أصابتها عدوى النصب والاحتيال السياسي ، تفكر في المكاسب المادية في كل موسم انتخابي ،فأصبح حصد الأصوات في كل انتخابات هو جزء لا يتجزأ من فلسفة تعظيم إيراداتهم الشخصية دون الالتفات الى وزن المرشح وخلفيته وكفاءته ونزاهته بتحقيق مايتطلع اليه الشارع ، وهذا يعد من اخطر واكبر الأسباب التي يساهم بها البحارة في وصول الانتهازيين والوصوليين وشذاذ الافاق الى السلطة ، الذين جاءوا نتيجة انتقال سماسرة وتجار الاصوات بين المرشحين لغرض مقايضة مستقبل ابناءهم بسلة غذائية أو رعاية اجتماعية او خدمة مجتمعية مؤقتة ، او ذهاب بعض المرشحين لاستخدام نظرية رشوة العقول وخداع الناخبين بموضوع التعيينات والمبالغ المادية.

 

ان انخفاض مستوى المشاركة في الانتخابات الاخيرة هو ناقوس خطر لا يبشر بخير ، قد يدخلنا لانسداد سياسي جديد ان لم تتحقق لنا معايير النسبة والتناسب التي هي من اهم ركائز ودعائم نظام المحاصصة المكوناتية ، التي تفرض مشاركة جميع القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة في الشارع سيما تلك التي لديها وزن سياسي مثل التيار الصدري الذي خلق غيابه خلل حقيقي في توازن القوى لاتتناسب مع حسابات الحقل والبيدر .

 

انتهى ..

 

خارج النص / تدجين الناخبين وشراء اصواتهم هو اخطر مايهدد المجتمعات ذات الديموقراطيات الفتية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك