المقالات

صدمتان غيرت مراكز القوة في العالم


 

احمد نعيم الطائي ||

 

قبيل صولة طوفان الاقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من الشهر الماضي في الاراضي الاسرائيلية كانت اسرائيل وحلفاءها الغربيين ينظرون الى المقاومة الاسلامية كأقطاب مترامية يمكن السيطرة عليها والحد من خطورتها على امن اسرائيل وعملاءها بالمنطقة ، لكن نتائج هذه العملية الجهادية احدثت صدمتان الاولى نتج عنها تصدع وانكسار كبير في جبهة اللوبي الصهيوني وحلفائه الغربيين وانهياره المتسارع كجبهة لاتقهر ، فأمسى الان هذا التحالف الدولي المتغطرس امام حقيقة مخيفة ومروعة وهي بروز جبهة عسكرية اسلامية عقائدية مقاومة غير تقليدية تمتلك اساليب الحرب الهجومية والدفاعية المتطورة التي تتسم بالصمود المتفرد لمجاهديها.

هذه الحرب وفي سابقة غير معهودة جعلت كل الفصائل الفلسطينية تتوحد كجبهة واحدة موحدة أصطفت معها بقية فصائل المقاومة الاسلامية في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، وهذا التلاحم العقائدي الجهادي برز لاول مرة في تاريخ النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني.

اما الصدمة الثانية التي إستبانة خلال هذه الحرب فقد جعلت اسرائيل وحلفاءها الغربيون وعملاءها بالمنطقة امام بروز (حلف عسكري اسلامي عقائدي مقاوم) تشكل من اقطاب فصائل المقاومة الاسلامية المدعومة والمباركة من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية التي كان ينظر الاعداء لهذه الفصائل كشتات مقاوم مسيطر عليه .

ان ظهور هذا الحلف العقائدي المتين المترابط  احدث زلزالاً نتج عنه شرخاً كبيراً في مفهوم القوة الاسرائيلية والغربية المتفردة التي لايمكن لاي دولة عربية ان تقف امام سطوتها العسكرية وتكنولوجيتها الحربية وتأثيراتها السياسية والاقتصادية شبه المطلقة على معظم دول العالم.

ان بروز هذا الحلف المقاوم اصبحت له انعكاساته الواضحة على تصريحات اقطاب الحكومة الاسرائيلية وحلفاؤها الغربيين الذين بدت عليهم حالات من الارتباك والخوف منها تصريحات نيتنياهو الرعديد التي وصف بها الحرب بـ(أنها ستكون طويلة) ، اما وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد اوستن اللذان بدا عليهما الخوار والقلق من هول صدمة ظهور غير متوقع لحلف فصائل المقاومة الاسلامية ، حيث طلبا من الكونجرس الاميركي منح اسرائيل مساعدات فورية ضخمة تقدر بـ( 105) مليار دولار ، وهي بحسب قولهما "ستكون مؤشر لقوة اميركا امام خصومها حول العالم"، وهي اشارة واضحة لمواجهة الظهور الصادم لجبهة الفصائل الاسلامية الموحدة التي تتلقى دعماً احادياً من الجمهورية الاسلامية الايرانية.

ان هذه الحرب التي كان ينظر اليها الكثيرون بأنها غير متكافئة وسيجني منها الفلسطينيون الخيبة والخسران وانهاء سريع لوجودهم ولدور فصائل المقاومة الاسلامية بالمنطقة ابتداءً من خط المقاومة الاسلامية في العراق ومرواً بسوريا ولبنان ومنها الى اليمن ، لكن مؤشرات الحرب وتداعياتها غيرت الكثير من القناعات التي كانت تروج للقوى العظمى التي لاتقارع ، حيث فرض (حلف المقاومة الاسلامية العقائدي )مفهوماً جديداً انهى حالات الخوف والوهن العربي والاسلامي واستنهض فيها روح التحدي والمقاومة ضد القوة المهيمنة على مقدرات الشعوب العربية ، كما حقق هذا التحالف المبارك حلم العرب والمسلمين في الاعلان الرسمي عن وأد اسطورة الجيش الاسرائيلي التي لاتقهر واعطى درساً بليغاً في مفهوم موازين القوة المتحكمة بالعالم وصفعة موجعة للغطرسة الغربية المستهينة بخط المقاومة وعقيدتها الحسينية.

1-11-2023

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك