المقالات

حينما يصبح الكيان المحتل ...مختل .


غيث العبيدي||

 

منذ 25 يوم ولا زال الصهاينة مرتبكين ومحطمين ولا يعرفون ماذا يريدون، يبحثون عن نصر معنوي يحفظ لهم ماء وجوههم ولا يستطيعون تحقيقه.

العقل يقول..

 انهم متفوقين عسكريا على المقاومة الإسلامية في فلسطين، من حيث العدد والعدة والتسليح والتكنولوجيا.

والحقيقة تقول..

انهم مرعوبين ومحبطين وفي قلق نفسي دائم، ولا يمتلكون قوة قرار ولا صلابة ولا طاقة معنوية مؤثرة.

لذلك ازداد يقين واشنطن بأن الصهاينة في مأزق حقيقي، ومطالبتهم بالخروج منها يعد ضربا من الجنون، فقد افرغوا أنفسهم من جميع الاسرار التي افرطوا في تخزينها، وان الصورة التي قدموا أنفسهم بها في هذه الحرب مهينة جدا، حتى أن أمريكا نفسها أصبحت تعاني من تلك المهانة، فلا حاجة لأخفاءها بكثرة الغارات الجوية وارتكاب المجازر الوحشية، فكلما نظروا لحجم الهزيمة استشعروا بها.

ولعلي لا ابالغ إذا قلت إن الغم والهم والإحباط والاكتئاب، ومشاعر الحيرة والحزن وعدم الرضا، باتت تخيم على جميع شرائح المجتمع الصهيوني، واصبحوا يتسائلون متى يتوقف هذا التدهور الامني البائس؟

محاولات لكيان المحتل للخروج من هذه الأزمة مستمرة، ولعلهم أول مافكروا به هو تحديد الأهداف المتحركة والجامدة في غزة، وهي ثلاث، بشر وحجر وشجر، ظنا منهم أنه كلما قتلوا أكثر اخفوا حجم خسارتهم أكثر، وهذا هو الجنون بعينة، لأن المرء يصبح في غاية الجنون عندما يهزم!! وقمة الجنون والاختلال التي يعيشها الصهاينة حاليا هي أنهم ادركوا تماما أن المقاومة ليست عملية استعراضية، وثرثرة إعلامية، وان فكرة الاستشهاد التي يحملها المقاومين فكرة لا تهزم، وان الفلسطينين لايموتون من أجل فلسطين وحسب بل يعيشون من أجلها.

وبالرغم من كل مارافق طوفان الأقصى من مرارة قتل الابرياء في غزة، ووحشية وعنف وسادية وتعصب الصهاينة، الا أنها كشفت الوجة الحقيقي لليهود، على فم الاطفال، وفي صور الأشلاء ومستوى الخراب،  وأصبح العالم برمته يعرف أن الفلسطينين مظلومين، تواطئ العالم على هضمهم، وزهدوا في انصافهم وسخروا منهم وحملوا الحقد عليهم، وستجبر طوفان الأقصى، الصهاينة على القوقعة والعزلة، والعيش بحياة المنهزمين والموت منبوذين، فمن يرتكب الظلم يوما يصبح أكثر تعاسة من المظلومين، فكيف بمن ارتكب الظلم دهرا ؟

 

وبكيف الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك