المقالات

القبة الورقية..!


إنتصار الماهود ||

 

القبة الحديدية هذا الكائن المرعب، الذي تحتمي خلفه إسرائيل الهجينة، هل هو قوة حماية حقيقة، أم مجرد إسطورة تم تضخيمها؟ متى أنشأت وما هي الغاية منها؟.

تعتبر القبة الحديدية من أنظمة الدفاع الجوي، ذات القواعد المتحركة بأنظمة رادار متطورة تكنولوجيا، قادرة على تحقيق الهدف، بمدى يصل ل 70 كم، وقد أنشاتها شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدم عام 2007،ودخلت الخدمة فعليا عام 2011، بإقتراح من وزير دفاع الكيان عمير بيرتز، وبلغت كلفتها الكلية أوليا 210 مليون دولار، وكان الهدف هو صد الصواريخ قصيرة المدى، وقذائف  المدفعية التي تطلقها المقاومة الفلسطينية، على بنك أهدافها داخل الكيان الغاصب.

لقد تم الترويج وبقوة، لتلك القبة ذات التقنية المرعبة التي لا يمكن  إختراقها، والتي تعتبر أحدث تقنيات رصد الأهداف مبكرا، وهذا ما يجعلها دقيقة في إصابة الهدف، أو إعتراضه بعيدا عن النقاط والمنشآت الحيوية في الكيان.

 لكن الحقيقة أن تلك القبة الواهية، لا تستطيع صد أكثر من من 65% من صواريخ المقاومة، وهذا ما تحدث عنه الخبير العسكري اللواء فائز الدويري وأقتبس منه، ” إن القبة الحديدية  ليست سلاحا عصيا على الإختراق، وإنها لا تعترض أكثر من 65% من الصواريخ “.

لقد وضعت المقاومة بنكا للأهداف الإستراتيجية، التي تشل حركة إسرائيل، وهذا ما لمسناه في عمليات طوفان الأقصى، فصواريخ المقاومة دكت القبة دكا بعدد كبير من الصواريخ  بنفس الوقت، صحيح أنها لم تصب كل  أهدافها كليا، لكنها سببت ضررا من عدة جوانب أهمها :

1. الضرر الكبير في البنية التحتية للكيان، فلا يغرنكم إعلامهم وما يشاع فيه، أن الكيان لازال بخير، فحجم الضرر كبير جدا جدا.

2.  الأثر النفسي والرعب الذي تحقق لساكني الكيان المغتصب، فقد راوغت المقاومة بيوم 7 من أكتوبر  القبة بزخات من الصواريخ، لم تستطع القبة صدها ولم يعد هنالك مكان آمن في داخل الكيان، وهذا ما ولد حالة من الهلع والرعب، دب في نفوس ساكنيه.

3.الضرر الإقتصادي الكبير، والذي شل حياة المواطنين في الكيان، فصواريخ المقاومة كانت ترتكز على أماكن، في تل أبيب والقدس وتعتبر هاتين المنطقتين مركز وقلب الحركة الإقتصادية والصناعية، بورصات، شركات تكنولوجيا، شركات سياحة، مصارف كلها تعطلت، بسبب خوف مالكيها وموظفيها من فتك  الصواريخ العشوائية للمقاومة التي تستهدفهم دون موعد.

تخيل أن أكثر من 10بطريات، متوزعة بأنحاء متفرقة في الكيان، وبكلفة تقدر 50 مليون دولار للواحدة أي بكلفة إجمالية 500 مليون دولار، لم تستطع صد تلك الهجمات والتخلص منها، حتى مع أكثر وجود من 360 الف جندي إختياطي، تم استدعاؤهم إضافة ل 250 الف في الخدمة فعليا، كل ذلك لم يمحو ذلك الشعور من قلوبهم، ( وأنا أقصد شعور الموت المحدق والرعب من ضربات المقاومة  الغير متوقعة)  .

لله در المقاومين الأبطال، الذين كسروا أسطورة تلك القبة، و حالوها لقبة ورقية هزيلة، وزلزلوا قلوب المغتصبين وملأوها  بالذعر، ولا عزاء للأعراب المتصهينين الذين لا زالوا كالنعام يدفنون رؤسهم في الرمال خائفين.

ـــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك