المقالات

يا وليَّ الدم...!


إيمان عبد الرحمن الدشتي ||

 

لأيِّ جرح سيدي نستصرخك؟! ولأيِّ فاجعة يا أمل الدنيا نندبُك؟! 

أسعف الأرض يا ربانها فقد ماجت بأهلها أمواجُ الظلم والطغيان! تشتكي إليك عجزها عن تحمل المزيد من الدمار وسفك الدماء! بك تشتغيث وقلبها..لك عن جوى يشكو صدوعه! 

سيدي يا من أخفت عن نواظرنا دموعَك الحرى ظلمةُ الغيبة! لقد ثار القلب وهو يسمع أنين نياحك من خلف قضبان الضلوع! وراح يناجي معك "أمَّنْ يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء" 

تجوب الأرض بقلب يعتصر؛ من مشاهد جور طالت شرق الدنيا وغربها، فها هي فلسطين تُخبرنا أنك ما برحت تتفقد خرابها مسترجعاً حزيناً! بعد أن تكالبت على أهلها غارات العدا وخذلان من يدَّعون الإسلام والعروبة! تُواسي بحنانك ثكالى قد تصبَّرن علقماً! ويتامى يرتعشون خوفاً وألماً ولسان حال كل منهم يقول: ابحثوا لي عن حضن أمي! وصغير لم يعرف معنى الوجود لكنه عرف أن للوجود ربَّاً فراح يردد "يا رب" 

قدمت معك أرضُ المقاومة العزاء لفلذات كبدها، بعد أن التهم الموت أعزتهم! لآباء يحملون بقايا أبنائهم في أكياس! وآخرون أصبحوا بلا أقربين! وغدت تؤمِّن على دعائك وأنت تحوقل لهول ما وقع! 

رَآك قلبي تتفقد بلوعةٍ أطلالاً نعق بها غراب البين والنزوح! فوقفت بجنب عجوزٍ قد تساوى داره مع الأرض، بعد أن شيده بعذابات السنين وقسوة الأيام، وأُسر قد افترشوا الأرض والتحفوا السماء، ورحت تصبِّرهم قائلاً: احتسبوا أمركم عند من لا يخفى عليه أمركم، رغم أنك تستشعر حال من ليس له دار! 

يا بقية الله؛ لقد فعل المستكبرون فعلتهم النكراء، ظناً منهم أنهم قد ملكوا الخلود في هذه الدنيا الفانية! وتوهموا أن البقاء للأقوى! وغاب عنهم أن النصر حليف المؤمنين اللائذين بقوة الله الجبار المنتقم! وراح حكام الجور وقادة الخيانة والغدر، يستنصرون المحتل الزنيم ويعادون أهل جلدتهم! محاولين وبكل وقاحة الالتفاف على الحقيقة؛ ليجرموا المقاوم تبرئة للمغتصب! ولم يغب عن المستضعفين وعد الله "إن ينصركم الله فلا غالب لكم" و"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" وهم على يقين أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون. 

الخطب جلل والرزية عظمى سيدي يابن الحسن! وما سلوتنا إلا بأولئك الأفذاذ المقاومين، الذين ما هادنوا ولا انكسروا ولا عرفوا اليأس والخنوع! قد زُقوا (هم وشعوبهم المضطهدة) الكبرياء زقاً! 

لقد أدرك هؤلاء المقاومون أن النصر بالاستبسال والسِلَّة، وأن سحق الشعوب مرهون بالجبن والاستسلام فكان شعارهم "هيهات منا الذلة" أما العار فلا يليق إلا لتيجان العمالة والخيانة والتآمر الفاقدين للضمير والإنسانية! الذين ما اجتمعوا إلا ليُفرقوا الجمع وما تعاهدوا إلا ليخذلوا أهل الحق، فصار لزاماً على كل أحرار العالم مهما بلغت سطوة الجبابرة؛ أن يروا مشهد الحقيقة بعين البصيرة! ولا يستخفنهم الذين لا يوقنون! وليدركوا أن محور المقاومة هو المتفرد في إذلال المستكبرين! وهو الممهد لعالم ستكون أنت سلطانه الأوحد مع ثلة من صحبك وأنصارك العاملين، تحز بسيفك رقاب الظالمين ثأرا لكل قطرة دم سفكت من حرام، فَتَعْمُر الأرض وتزدهر بعدلك. 

"ما الفرج إلا صبر ساعة" شعار قد تسلح به الممهدون لظهورك أيها الموعود! بإباء وصمود بوجه كل ظالم ومستبد، فيقينهم أن الجراح لا تلتئم إلا بنور فجرك القريب.

 

٢٨/تشرين الأول/٢٠٢٣م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك