المقالات

ضرب القواعد الامريكية يحرج الحكومة العراقية..!

1191 2023-10-26

عدنان جواد ||

 

ان تصاعد الهجمات لفصائل المقاومة للقواعد الامريكية، تجعل تحالف ادارة الدولة في حرج، وربما سوف تعطل بعض فقرات برنامج الحكومة، وفي اولها تعطيل الانتخابات، والمشاريع الكبيرة التي بدأت الحكومة العمل فيها، وانها اي الحكومة تشكلت بشروط امريكية، وفي مقدمتها عدم استهداف قواعدها ومصالحها في العراق، وتعهدت الاطراف التي شكلت الحكومة بذلك وانها سوف لن تنحاز لإيران على حساب واشنطن،  وتأتي هذه الهجمات بالتزامن من استهداف غزة بالصواريخ والطائرات والمدافع وهي تحصد المزيد من ارواح المدنيين العزل وتدفنهم في انقاض البنيات المدمرة، واعلان الرئيس الامريكي مشاركة الولايات المتحدة الامريكية لإسرائيل في هذه الحرب، وهدف تلك الفصائل هو عدم اشتراك واشنطن بالعدوان على غزة، واجبارها على التفاوض بالضغط على اسرائيل بإيقاف العدوان، تقابلها ارادة دولية للسيطرة على الاوضاع والتهدئة ليس في العراق فقط وانما في المنطقة بشكل عام، وانشغال واشنطن والغرب للصراع بين اوكرانيا وروسيا، ويشار الى ان (2500) عسكري امريكي موجودين في العراق، و (900) في سوريا، في مهمات غير قتالية حسب ما تدعي الولايات المتحدة الامريكية، لتقديم المشورة للقوات العراقية في محاربة داعش، فيما اعلنت الحكومة العراقية رفضها التام للهجمات الاخيرة التي استهدفت القواعد الامريكية، وصرح بذلك الناطق العسكري باسم الحكومة يحيى رسول، ان تلك المقرات تضم مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق بدعوة رسمية من قبل الحكومة، وبالرغم من خطاب رئيس الوزراء محمـد شياع السوداني القوي في القمة التي عقدت في القاهرة ضد اسرائيل، لكنه وجه الاجهزة الامنية بتعقب وتتبع العناصر المنفذة لتلك الهجمات، وعدم السماح في اي حال من الاحوال بالأضرار بالأمن والاستقرار.

لكن هذا الاستهداف رفضه اغلبية ائتلاف ادارة الدولة، بل اغلب الاطار التنسيقي، فهؤلاء يهمهم نجاح الحكومة، لانهم مشتركون فيها ونجاحها يعني نجاحهم، وفشلها يعني فشلهم، وهم يعلمون ان الجهد الوطني والحكومي غير قادر على انجاز المشاريع الكبيرة في مجال البنى التحتية، وهي تشجع وتقدم التطمينات الامنية لدخول الشركات الاجنبية ومنها الامريكية حسب اتفاقية الاطار الاستراتيجية المبرمة سابقاً، وعندما يتدهور الوضع الامني تنسحب تلك الشركات، فالعراق لازال ضعيفاً، النفط يباع بالدولار، ولا زال تحت رحمة البنك المركزي الامريكي، غير مستقل في قراره السياسي، الاكراد والسنة يرفضون رفضاً قاطعاً الاستغناء عن خدمات الولايات المتحدة الامريكية، وانها دولة صديقة.

فعلى الحكومة التفاوض على مصلحة العراق بعقل بعيداً عن العاطفة، وان تفرض شروطها وتحديد مواقيت محددة في تطوير البنى التحتية، والقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين الذين يمتلكون الجنسية الامريكية، وحل ملفي الدولار والكهرباء، وتحسين الخدمات للمواطن العراقي، وتقوية الاقتصاد العراقي، وتقليل الفوارق الطبقية بين الفقراء واصحاب الدخل المحدود، وبين اصحاب المليارات التي اكتنزوها من المال العام، وحسناً فعل رئيس الوزراء بإضافة 100 الف مقطوعة لرواتب المتقاعدين، ورفع الرواتب الضعيفة، 

وعلى فصائل المقاومة ضبط الايقاع والتنسيق مع الحكومة والتفكير بعقل ومصلحة البلد واهله اولا، فلايمكنهم الاستمرار في عملهم المقاوم من دون غطاء سياسي ورضا شعبي، فانهم سوف يفقدون الدعم المعنوي واللوجستي، وسينكشفون امام الاعداء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك