المقالات

طوفان الأقصى وسفينة الولي..وتلك الأيام نداولها بين الناس..

774 2023-10-24

 

د. عائد الهلالي ||

 

لست ممن يتقن الخوض في بحر الفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي، لأنني وعلى ما يبدو لم اجهز قاربا ليوم تشخص فيه الأبصار قادرا على مجابهة تيارات المدارس الفكرية والفلسفية الكثيرة والمتعددة المشارق والمذاهب وعليه فقد اليت على نفسي أن لا أتحدث الا من على الجرف ولن اتبنى منهجا أو فكرا أو عقيدة الا ماتبنيت لأنني سوف اكون امنا من الغرق وبالتالي فإن تفسيري للآية الكريمة هو ذاته الذي تبناه ائمتي وعلمائي لن أحيد عنه قيد انملة وعند مقارنة المتبنى مع النظريات الحديثة فإنها تؤكد دون أدنى شك من أن الأيام لها دورات وهذا ما يعرف بالايقاع الحيوي وهذه تؤثر حسب رأي العلماء والمختصين في سلوك الفرد وتصرفاته ومن منطلق الآية الكريمة والتي تقول ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم والمقصود التكامل الجسدي والذي من خلاله يصبح قادرا على أداء وظائفه الحياتية ولا علاقة للسلوك بهذا الأمر شيء وبالتالي فإن طغاة ومجرمي العصور الموغلة في التاريخ لا يختلفون عن أقرانهم في العصور الوسطى والحالية وان الله تبارك وتعالى عندما أوحى لنوح عليه السلام ،أن أصنع الفلك فإن هنالك ما يدلل على أن الخالق قد أصدر أمرا لحادث جلل ،فالطوفان كان هو الحل مصدقا للآية الكريمة والتي نزلت بعد الطوفان بآلاف السنين . ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ولا أعتقد أن هنالك حالة من الافساد تستبيح كل المنظومات القيمية أكثر مما عملته عليه ايدي الاستكبار العالمي وان الخلاص من هذا الشر المحدق ببني البشر لابد وان يكون طوفانا لايختلف عن طوفان نوح بقوة التأثير ولكن المختلف أن الطوفان لم يكن مياها تغمر الأرض وانما هو موج من القيم العليا ،كان يعتمر في صدور ثلة من الاولين وقليل من الآخرين جاءت كالموج الهادر لتغسل كل ادران ما يسمى بالحضارة الغربية القائمة على الترويج للتسافل والقيم الدنيا تعمل على استباحة المحرمات والترويج لثقافات منحرفة ضالة مشبوهة مبنية على استعباد الإنسان، استباحت أرضا وشعبا تقتل وتستبد تشرد وتنكل بدون رادع ودون أي وازع لم تحترم اي قيم سماوية كانت أم وضعية ،ولكن هيهات للظلم أن يستمر فما كان للفتية إلا أن يركبوا سفينة الخلاص سفينة أعدت منذ أكثر من اربعين عاما كحال جده نوح يستخف به المارة يستهزؤن بما صنع لكن عندما جرى السيل 

(قالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )

فانطلقوا يمخرون عباب البحر ليغسلوا وجه الأمة بدمائهم من تراكمات الفشل والإحباط والخنوع والذل ليسطروا اروع ملحمة سوف يقف أمامها قادة ومفكرون ومنظرو الأكاديميات العسكرية بروؤس منحنية فما حصل لم يدرس من قبل ولكنه سوف يصبح منهاجا وعرفا لقد كانت عمليات الأقصى طوفانا وسفينة .من ركب بها فقد نجى.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك