المقالات

قمة القاهرة لا جديد يذكر ولا قديم يعاد ..


سعيد البدري ||

 

في قراءة ناقدة لما حدث بقمة القاهرة (للسلام) يجب ان نفهم الوضع القائم وخلفياته، ويمكننا قراءة ثلاثة اتجاهات عبر عنها الزعماء الحاضرين، والتي جاءت منسجمة مع تصريحات ومواقف اطلقوها قبل اعلان السيسي ودعوته لانعقاد هذه القمة. 

- الاتجاه الاول الذي تتبناه حكومات الغرب، ويصر اصحابه على ادانة ما اسموه (الاسلام الارهابي) الذي تمثله حماس، بالتالي فهم صهاينة شكلا ومضمونا، وممثلين عن الكيان الصهيوني وداعمين له بشكل مباشر، لانهم شركاء بجرائمه ومخططاته ولا يأمل منهم موقف يجرمه بأي شكل من الاشكال. 

- الاتجاه الثاني وهم المهادنون والمطبعون وتتسم مواقفهم بالضعف والخجل ظاهرا، والثابت انهم يتبنون الصهيونية اكثر من الصهاينة انفسهم كما وصف بعضهم الصهيوني ايدي كوهين.

- الاتجاه الثالث ويقف موقف الداعم للشعب الفلسطيني ومقاومته وحقه في الدفاع عن نفسه امام الاحتلال والعدوان، وهؤلاء اقلية، ويبدو انهم من المغردين خارج السرب وكأن خطاباتهم تنتمي لزمن اخر تناساه الجميع، ولا حاجة للتذكير، بان خطابهم محسوب على الشعوب لا الانظمة العميلة الكاذبة قولا وفعلا ونهجا.

في التفاصيل وبتقييم سريع لما حصدته قمة السلام المزعوم في القاهرة، فقد كان الفشل واضحا وضوح الشمس، ولم تنتج كلمات اصحاب المعالي والفخامة والجلالة والسمو شيئا، فلا سلام تحقق، ولا حتى وعود مموهة تتستر بدواع انسانية تفتح بوابات معبر رفح لاغاثة الفلسطينيين، ولم يتحدث احد عن  مسار ضاغط او رادع يوقف الة التدمير الصهيونية، لم نسمع شيئا له قيمة، عدا اشترطات غربية، تدين حماس بوصفها منظمة ارهابية، والحق ان ذلك امر مفروغ منه لدى الانظمة العربية، فهم يقرون ذلك ويرون ان اوان الادانات لم يحن بعد، فلا زالت الشعوب العربية والاسلامية غاضبة.  

الوضع القائم يتلخص في ان تكون مع الكيان الصهيوني، او بالضد منه ولا مسار ثالث يصلح لأن يكون حلا، اللافت ان الجامعة العربية وامينها غير الامين احمد ابو الغيط الذي يعرف بكونه صديقا (لاسرائيل) ادرك بحسه التملقي ان الفرصة سانحة لتأكيد صداقته، بأشارته لسيطرة جماعات ارهابية وميليشيات مسلحة لم يسمها على غزة، وذلك يكشف المستور ويعري القوم ويفضحهم. 

المهم ان لا نجاحات بهذه القمة، وكلمات اغلب الزعامات لم تكن مواقف بل خطب منافقة تستغبي الشعوب لا غير، وفي الاستثناءات سجلت حكومة بغداد، موقفا شجاعا واضحا في اطار التزام عربي اسلامي معهود، وقد يكون الحسنة الوحيدة التي لم تحتج لجهد في تفسير مبرراتها، فلطالما كان شعبنا سندا وظهيرا لحق الاشقاء الفلسطينيين بأرضهم المغتصبة وبلا مهادنة .. ختاما ليس امامنا الا توجيه دعوة صادقة للمقاومين بمواصلة ما بدأوه، فلا خيار امامهم سوى مواصلة جهادهم، ومواجهة التحديات القائمة، فلن ترضى عنهم اليهود ولا النصارى، و ما يطلبه هؤلاء المتجبرين، هو رأس المقاومة لاسكات صوتها الى الابد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك