المقالات

أميركا وسرقة ثروات الامم بالإستيطان من اوستراليا الى فلسطين...!


محمد صادق الحسيني ||

 

كل ذهب القصور والكنائس في اوروبا بجدرانها وأيقوناتها ومذابحها ، منهوب من بلاد هؤلاء الذين يطلق عليهم اسم الهنود الحمر. وكل ما كان في اوروبا من ذهب قبل اكتشاف اميركا لم تكن قيمته تزيد على مئتي مليون دولار. لكنه بعد اقل من قرن واحد من غزو العالم الجديد تضاعف وتضاعف الى ان زادت قيمته على مليار وستمئة مليون دولار كما يقول فيلسوف التشريع الاميركي فيليكس كوهين .

قبل اكتشاف العالم الجديد كان معظم ما في اوروبا من ذهب مسروقاً من بلاد العرب ايام الحروب الصليبية او من ساحل الذهب ( ما يعرف اليوم بغانا وتوغو وبنين وغينيا ، على ساحل افريقيا الغربي) . هذا الذهب  المسروق من افريقيا وبلاد العرب قبل اكتشاف اميركا كان بتقدير عالم الانسانيات إريك وولف يزيد على ثلثي ثروة اوروبا من هذا المعدن المعبود...!

من قبل ان يصل الغزاة الى العالم الجديد وتسكر اعينهم ببريق ذهب الهنود كانوا يحلمون بعالم الف ليلة وليلة اميركية و بجبال الذهب والفضة وانهار تتدفق بالعبيد كما رواها لهم البحارة المستعمر كريستوف كولمبس..!

لقد سحرتهم اسطورة الرجل الذهبي إلدورادو( الملك الهندي زيپا) الذي كان يغطي جسده بغبار الذهب ثم يرمي بنفسه في بحيرة غواتيفيتا على ارتفاع ٤ آلاف متر فوق سطح البحر ليغتسل من غبار الذهب ثم يعود سباحةً ال ضفة الاسطورة..!

و كما يؤكد فريدريك تيريز فيلسوف الثغور الحربية فان الحرية الدينية لم تكن كما يشاع هي الفضيلة الاحب الى قلوب المهاجرين الاولين ممن يسمون بالحجاج البيورتانت -القديسين- بل انها * فضيلة النهب* نهب الارض وخيرات الارض ونهب البشر وارواح البشر هي الاولى والاحب الى قلوبهم...!

وفعلا فقبل ان يلفظ الكابتن جون سميث مؤسس اول مستعمرة انجليزية دائمة في العالم الجديد آخر انفاسه اعترف: 

 بان وظيفة الدين لم تكن سوى خدمة المنفعة

التي كان يسعى اليها هو ومن معه من الصحابة المستوطنين ..!

ولتحقيق مثل هذه الاحلام الذهبية تأسست  شركة فرجينيا وانشأت اول مستعمرة انجليزية دائمة في العالم الجديد*- جيمستاون الشهيرة-* 

تلك الخلية السرطانية التي زرعتها فكرة اميركا ومنها تفشّت في جسد هذا الكوكب كل اخلاق وايديولوجيا وسياسات ما صار يعرف بعد ذلك بالاستعمارالاستيطاني من اوستراليا الى فلسطين.!

وهكذا تطورت جدلية النهب من اجل الابادة والابادة من اجل النهب لتنكث وجود  ما يقارب ١١٢ مليوناً من السكان الاصليين من ٥٠٠ امة وثقافة خيطاً خيطاً، ولتصنع منهم زوراً وبهتاناً مخلوقات خرافية ليس لها اسم ولا ارض ولا تاريخ ولا ذاكرة ، كما تعرض لنا في افلام اميركا الهوليودية الفاجرة...!

 

بعدنا طيبين قولوا الله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك