المقالات

انها تمطر صواريخ..!


 

عبد الكاظم حسن الجابري ||

 

لم يك احد ليتوقع ما الذي جرى اليوم في اسرائيل, حيث شهد اليوم السادس من تشرين الأول 2023 ولادة حالة جديدة من الصراع الطويل الفلسطيني-الاسرائيلي ليرسم وجه جديد للمنطقة والعالم.

مباغتة كبيرة وعلى حين غرة سماء اسرائيل تمطر صواريخ, تشعل الشوارع الإسرائيلية بلهيب يكبر شيئا فشيئا, صواريخ وقفت امامها القبة الحديدية بذهول دون ان تحرك ساكنا.

ان ما حدث ليس بالأمر الهين, ولا يمكن ان نمر عليه مرور الكرام انما يجب ان يفكك بدقة, وتتم قراءته بحذاقة, كون ما حدث سيجعل وجه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي جديدا.

كانت الدعاية الصهيونية التي ضُخ من اجلها المال -لتصوير الجيش الاسرائيلي بانه لا يقهر- تحاول ان ترهب الفلسطينيين بخرافة الجيش الذي لا يقهر, كذلك ما ينتشر من اخبار عن سعة التسليح وتنوعه لدى اسرائيل يجعل من يسمع عن إسرائيل –حسب زعمهم- بانه ترتعد فرائصه.

هذه الهالة الكبيرة التي احاطت بإسرائيل قد تهدمت تماما, وان ما قامت به المقاومة الفلسطينية يمثل نقلة نوعية في قدرات المقاومة على كافة المستويات الاستخبارية والامنية, والتقنية, والعملياتية.

كُبر ساحة العمليات وتنوعها, ما بين الصحراء والمدن والجو والبحر, يُعد اشارة مهمة على قدرات المقاومة وتطورها عسكريا وتسليحيا, وان ما حدث يعد نجاحا في التخطيط والتكتيك العسكري والامني.

من جانب اخر فان ما حدث يعد فشلا ذريعا للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية, حيث انها فشلت في رصد هذه العملية التي يبدو انها اخذت اشهر من العمل عليها, وان الذي شاهدناه لهو دليل حي على ان اسرائيل التي صوروها لنا لا تقهر, هي اوهن من بيت العنكبوت, وبالتالي فان اسطورة اسرائيل الكبرى قد تحطمت.

الحقيقة ان عمليات المقاومة النوعية اليوم ستجعل اسرائيل تعيد حاساباتها الف مرة قبل ان تفكر بالاعتداء على الفلسطينيين, وانها –اسرائيل- ستكون مكبلة بثقل عدد اسراها لدى الفصائل وهؤلاء الاسرى سيكونون اوراق ضغط تفاوضية بيد الفصائل الفلسطينية, ونعتقد ان اسرائيل في القادم ستعمد للخيارات اللينة بغية الحفاظ عل نفسها, ولعلها ستلجأ للاعتراف بفلسطين, وان تعمل على طلب وساطة المجتمع الدولي للقبول بحل الدولتين الذي تتمناه من وجهة نظرها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك