المقالات

مجاهد في ساحة الهاتف المحمول.!


علي الخالدي ||

 

   جهاز الموبايل او ما يسمى بالنقال او بالجهاز الذكي والخلوي او الهاتف المحمول, سمه ما شئت فكلها اسماء تشير لساحات صراع مختلفة, في العالم الافتراضي الذي اصبح جبهات لهذا السلاح العصري.

    يعد الجهاز المحمول "الموبايل" في عصرنا الحاضر من اخطر اسلحة العصر, ويعبرون عنه "لغم موقوت" كدلالة على جدية التعامل معه وكتحذير من عواقب استخدامه, وكتنويه لاختيار المواقع التي يقدمها "الخلوي" فكل اداة ممكن ان تكون صالحة وطالحة في نفس الوقت, فهذا السحر العجيب الذي تمتلكه كف اليد, جعل من العالم قرية صغيرة تدور بين احضان الفرد, يتنقل صورياً ومشاهدة بين الامم والحضارات القديمة والجديدة, ويتطلع كيف تعامل الديانات مع القوميات التي حلت فيها, بكل سهولة وبدون تعب القراءة والكتابة وعناء البحث عما يريد.

    إن مقاطع الفيديو الصغيرة التي تختصر فلماً كاملاً كان يقدم فكرة في ساعتين او ساعة ونصف, جعل من المجتمع يرتبط اكثر في هذا العالم الخلوي الجديد, ويتخذ من الروابط المروجة للمحتوى الاكثر مشاهدات, مرجعاً له في حياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية, فأصبحت هناك قطعات كبيرة من المجتمعات تسير خلف تلك المواقع الوهمية لا شعورياً, لا يفقهون شيئاُ في عقولهم بل يصدقون بما تراه اعينهم, ويؤمنون بها حد القطع واليقين, قال تعالى (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) الآية 2 من سورة الحج.

   إن الاهداف الاساسية من صنع جهاز النقال من قبل الغرب الكافر, ليس الغايات منه خدمة البشر, فمرامي الشيطان الاكبر والمالك لهذه الابتكارات والتي مفاتحه بين اصابعه, يهدف من خلالها السيطرة على الوجودات, من بوساطة المغويات والمغريات التي يقدمها, فالشيطان الرجيم الذي تجسم على الارض بجسد امريكا "الشيطان الاكبر" في زماننا خاطب الله سبحانه وتعالى (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين) الآية 82 من سورة "ص" فهم الغرب هو امتصاص الاموال وكنزها من دماء الشعوب, وجعلها تدور بين رحى مطحنة الترف والرفاهية الكاذبة, التي تنتهي بعبودية الانسان وهلاكه بأيديهم.

   بعد هذا العرض البسيط والسريع ما هو دورنا تجاه هذا المؤثرات العقلية والفكرية, التي تهدد مجتمعاتنا الاسلامية وتحاول تغيير معتقداتها, في كتاب "جامع السعادات" للشيخ محمد مهدي النراقي "رحمه الله" المتوفى 1209 هجرية, في معرض الحديث حول "القوى الشيطانية" وكيفية إمكان ترويضها والسيطرة عليها, والحد من وحشيتها وتحييد خطرها, يذكر انه بالإمكان ذلك من خلال تقوية القوة المناهضة لها ويعني "القوى العاقلة" وهي قوى الفكر والعقل والحكمة والمسؤولة عن نتائج الخير, اذن التكليف والواجب الشرعي هو الدخول في ساحات العالم الافتراضي, وانتشال المؤمنين من هذا العالم, وتحويل الساحات المعادية من مواقع هجومية ومواضع دفاعية, الى اراض انتصارات مليئة بأفكار المقاومة ومعتقدات الاسلام المحمدي الاصيل.

   إن ضغطة زر  ضعيفة واحدة في هذا الجهاز البسيط, قد تنقل الانسان عبر هذه البوابة الصغيرة للجنة وقد ترميه في النار, ان الشعور بالمسؤولية تجاه "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذي هو من فروع الدين, يدفع بالمؤمن ان يضع في كل زناد من موقع النشر الالكتروني رصاصة, او ينصب سهماً في قوس الايمان يقطع بها خيوط الشيطان, يقول الامام الصادق عليه السلام (ليعدن احدكم لخروج القائم ولو سهماً) وسهم الكلمة يفترض ان يكون لنا فيه نصيبٌ, ننقذ به ايتام آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم, قال الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام "مَنْ تَكَفَّلَ بِأَيْتَامِ آلِ مُحَمَّدٍ الْمُنْقَطِعِينَ عَنْ إِمَامِهِمْ، الْمُتَحَيِّرِينَ فِي جَهْلِهِمْ، الْأُسَارَى فِي أَيْدِي شَيَاطِينِهِمْ وَ فِي أَيْدِي النَّوَاصِبِ مِنْ أَعْدَائِنَا، فَاسْتَنْقَذَهُمْ مِنْهُمْ وَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ حَيْرَتِهِمْ، وَ قَهَرَ الشَّيَاطِينَ بِرَدِّ وَسَاوِسِهِمْ، وَ قَهَرَ النَّاصِبِينَ بِحُجَجِ رَبِّهِمْ وَ دَلَائِلِ أَئِمَّتِهِمْ، لِيَحْفَظُوا عَهْدَ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ بِأَفْضَلِ الْمَوَانِعِ، بِأَكْثَرَ مِنْ فَضْلِ السَّمَاءِ عَلَى الْأَرْضِ وَ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِيِّ وَ الْحُجُبِ عَلَى السَّمَاءِ، وَ فَضْلُهُمْ عَلَى الْعِبَادِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى أَخْفَى كَوْكَبٍ فِي السَّمَاءِ" الإحتجاج على أهل اللجاج: 1 / 17. 

   إذن فالبيان و "جهاد التبيين" من اهم ساحاته واسهلها التي لا تكلف غير الكلمة (فوري وضروري) كما يعبر السيد الخامنائي دام بقاؤه, هو العالم الالكتروني بكل عناوينه وسائل تواصل اجتماعي, وصحف ومجلات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك