المقالات

القوى السياسية بين التفريخ والتفقيس  !؟


 

عمر الناصر ||

 

تذكرني الانتخابات بفيلم الكاوبوي " من اجل حفنة دولارات" تتزاحم فيه المنافسة والاستقطاب بشتى الطرق ، ليبدا الناخب انذاك بانتقاء الجهة التي تحقق له طموحات مؤقتة وترى حينها الكثير من الناخبين بسكارى وماهم بسكارى لكثرة الوعود بالتعيينات والسلات الغذائية ونثر الاموال وارصدة الاتصالات ، حتى تصل مرحلة رشوة العقول الى ان تكون عملية الاستقطاب من خلال التوسل والاغداق بضخ الاموال وشراء الذمم الذي يثير سخط وامتعاض وحفيظة الاغلبية الصامتة والمقاطعين والمعارضين والمستقلين الناقمين على العملية السياسية وعلى فئة الراشي والمرتشي ، وترفع من اصرارهم للبقاء والمراقبة في اعلى التل وتزيد اعدادهم وسخطهم تجاه الطبقة السياسية القابضة على السلطة ظناً منهم بأنها عقوبة لكنها بطبيعة الحال فرصة ذهبية لتوجه الجمهور المحتكر وتحقيق اهدافه المشروعة . 

في كل موسم حصاد انتخابي تصل فيه مرحلة تفريخ وتفقيس الاحزاب والتيارات والقوى السياسية الى مستويات عالية، فتراها سرعان ما تصاب بالافول السريع لنسمع سقوطاً مدوياً نتيجة عدم وجود نوايا لتكسير شرنقة الانعزال والوصول لتفكير الناخب وليس الى معدته، بسبب  اغلب الشعارات والبرامج السياسية والانتخابية هي عبارة عن نسخ ولصق copy -paste لما جاء به السابقون الاولون ليس فيها منهجية واضحة  . 

قد تتصاعد في الايام المقبلة وتيرة وحدة التنافس الانتخابي والسياسي وربما سنصل حينها الى مرحلة الاحتكاك المحدود بين الاقطاب كافة ، وقد نشهد تسقيطاً سياسياً من نوع مختلف لذلك سنحتاج وقتها الى قنوات اعلامية حقيقية لامتصاص التوترات لتصريف الضغط وضبط الخطاب الناتج من هول الازمات، او ربما لجهة تؤمن بشكل صادق بالمشروع الوطني لتتبنى الخطاب السياسي المعتدل والمتوازن الذي يجمع كل الاطراف تحت خيمة العنوان الرئيسي للعراق ، ويحمي الدولة ومؤسساتها واجهزتها الامنية والعسكرية وليضع بصمة ملموسة تكون له دعاية انتخابية صادقة لاتحتاج حينها لشراء الذمم او لانفاق الاموال الطائلة الكثير منها لايعرف مصدرها ، سيما اليوم بأن جميع الشعارات والخطابات قد تم استهلاكها واستنفادها واصبح الناخب يعي بشكل حذر كيف يميّز بين النطيحة والمتردية والقياس مع الفارق قطعاً .

 

انتهى ..

 

خارج النص / ليس بالضرورة ذهاب السياسيون لاعادة بناء جدار معدة المواطن ، بل الاهم ايصاله لاعلى سلالم الوعي والنضوج الفكري لحماية المجتمع وامن الدولة 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك