المقالات

جمال الاربعين ..!


سعيد البدري ||

 

يكفكف زائروا سيد الشهداء عليه السلام  دموعهم ويمضون بعد تجديد عهد الاربعين مع المعشوق الى اهليهم واوطانهم وفي قلوبهم فرحة الانجاز بالوصول ،اجزم ان مشاهد مغادرتهم كربلاء صعبة وفور ركوبهم العجلات التي تقلهم يتجلجل الحب وتبدأ دورة الاشتياق بل وتشتعل جذوة الهيام ،تخيلوا المشهد وتفصيلاته فهو مشهد جدير بالتأمل ظاهره  الدموع وفي باطنه ما يكشف عن اثر عميق يهز الوجدان .

في زيارة الاربعين لوحات جمال وكمال ، حروف عاجزة عن ايصال المعاني واياد بيضاء خلفها نوايا نقية ودروس متراكمة تحكي قصص اقوام ارتبط سلوكهم بالحسين عليه السلام ، لم يكن ذلك الشاب الذي عبر الحدود حاملا والده الطاعن بالسن  بعيدا عن ساحة كربلاء ،وجميل تأثيرها العميق ،فالبر جميل بذاته ومكنوناته ، وصاحب الذكرى الجميل بأوصافه وصفاته هو المقياس فلم نعجب وكل جميل يتشبه الحسين ويتقمص مواقفه .

جمال الاربعين من جمال صاحبها وجميل التخلق بما ضحى من اجله ،وهو دين الله وقيم الخير والصلاح ، قد حقق هذا الفتى الزائر الغاية بطريقة ما ،ربما بتواجده ضمن لوحة الاربعين وتحمله مشقة السفر الطويل مع اب كبير طاعن ،او بقصده القربى وقصد البر وقصد المواساة ومقاصد اخرى محورها القرب والرضا والتمسك والتأسي .

حين نتحدث عن مقاييس الجمال فلابد ان يحضر الحسين عليه السلام بجماله المطلق ، نحاول الاقتراب وادراك الفتح ، حتى بمشهد استشهاده عليه السلام  كان جميلا متفانيا فمن يتجرد من الدنيا واغراضها سيمتلك قطعا شجاعة مخاطبة سيوف الاعداء المارقين " ان لم يستقم دين محمد الا بقتلي فيا سيوف خذيني"  خلدت من رجل يذوب في الله ولا يتزحزح بمواقفه ،  الجمال هنا هو جمال الموقف ،فقساوة الموت في ظرف كهذا تكشف عظم المغزى كما يكشف نبل الهدف وسموه ان الموت جميل بل مستساغ جدا حين يرتدي ثوب الخلود والابدية ، هو إدراك واع ،واصرار على استكمال الغاية ، ادرك عليه السلام كل ذلك الجمال الموحي بالطهارة الروحية التى ارتفعت بنفسه الزكية من العالم المادة  إلى عالم الحقائق الروحية التى تعلو على الحس, مشهد ملهم لمن يدرك ابعاده و يصل الى حقيقته ،هو الشوق الدائم لله والعزوف عن محسوسات زائلة فوحد  الجمال ووصل للحقيقة القصوى,اذا كإن الجمال هو الخير فمن الخير يستمد العقل جماله، ومن العقل تستمد النفس جمالها، وفي النوايا جمال أيضا مستمد من نفس مدركة تحول كل ما يدور  حولها الى فعل وقصد جميل فكان الحسين جميلا وحدث الاربعين أيات جمال ،وكل عمل حسن نراه خلالها جميل وسندركه بحدود  قدرة كل منا  على تذوق الجمال ، يقول ذاك الزنيم المتجبر مخاطبا العقيلة زينب عليها السلام

-  كيف رأيت صنع الله بأخيك ؟!

ترد العقيلة بثبات وشجاعة

-  مارأيت الا جميلا ..

هولاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم ..

هل فهمنا الدرس ؟!

نعم فالله جميل جميل و يحب الجمال ..

احب الله من احب حسينا ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك