المقالات

التكافل العراقي ...


 

الشيخ الدكتور محمد رضا الساعدي ||

 

لفت نظري شي وانا انظر إلى ما حدث في المغرب وما اعقبه من مبيت الناس في الشارع بلا مأوى...

فتيقنت ان العراقيين اكثر شعب فيه غيره تكافلية على مساعدة الفقراء والمحتاجين والمنكوبين ،فمجرد ان يحل بلاء او كارثة يهب ابناء الشعب لتكافل الآخرين بغض النظر عن انتمائهم او مذهبهم او قوميتهم ...

وهذا ما حصل فعلا عند تعرض البلد لحرب داعش وهجرة مئات الآلاف الى الوسط والجنوب ...

فما لبثوا الا ان وفروا لهم كل شي ...

فتحت المواكب الحسينية والحسينيات والبيوت امام المهجرين فسكنوا مجانا.

تكفل اصحاب المواكب والتجار والخيرين في كسوتهم واطعامهم ...فليسوا واكلوا وشربوا مجانا .

فلم نر احدهم بات في الشارع ولا نام جائعا ولا بقى عريانا ...

بخلاف ما نشاهده في اكثر الدول ومنها ماحل بالمغرب من بلاء ...نراهم يبيتون في الشوارع بلا ماوى ...

لماذا هذا الفرق ...

الفروق كثيرة والاسباب عديدة ..

ولكن اهمها واعظمها ان العراق شعب الحسبن وشعب الشعائر .

فقد تدرب تدريبا شاقا لاحتواء الملايين فهل تراه يعجز عن احتواء الالف او الالفين ...

انه شعب تعلم التكافل من ثورة الحسين وان اهم صفات خادم الحسين  هو وجود روح التكافل والإيثار في تلك الشخصية، ومن أهم سبل تحقيق هذا البناء المجتمعي هو التدرّب على التكافل في مدرسة الاربعين، بمساعدة الآخرين، وإيثار راحة الآخرين على راحة النفس، حتّى مع التعب والخصاصة، فالمشي في زيارة الأربعين والخدمة في المواكب هو موسم التكافل العظيم؛ حيث إنّ الخدمات تُقدّم مجاناً بلا منّة ولا ضجر، بل بفرحة وبهجة، ولعلّ التكافل الذي يقدّمه أصحاب المواكب من أعظم صور التكافل والخدمة، وهذا واضح بالوجدان لكلّ مَن مشى للزيارة، فإنّه يلاحظ روح الإيثار والمساعدة بين الزائرين، وعطف الكبير على الصغير، وتوقير الصغير للكبير، ومساعدة الرجل للمرأة والعكس، وهكذا.

وللتكافل والإيثار صور، منها: التكافل والإيثار بالطعام، ولو بقيت جائعاً، التكافل والإيثار بالمبيت، ولو بقيت سهراناً، التكافل والإيثار بالفراش والغطاء، التكافل والإيثار من خلال إعطاء مكانك لغيرك والبقاء واقفاً، التكافل والإيثار بتقديم راحة الآخرين على راحة النفس.

وغيرها من الصور والمشاهد الرائعة التي تتجلّى في زيارة الأربعين.

فهذا عراقنا هو عراق التكافل الذي تخرج من مدرسة الشعائر الحسينية...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك