المقالات

من هو المحلل السياسي؟!

841 2023-09-08

 

قاسم العجرش  ||

 

 qasim_200@yahoo.com

 

يبدو هذا السؤال عبثيا، أو أنه لا يصح طرحه على  مجموعة، تضم"خبراء" و"محللين"  سياسسيين، تجمعهم"رابطة"دولية...

الحقيقةالأولى؛  أن هذا السؤال ضروري جدا، على ضوء الوفرة الباذخة، من الذين تستضيفهم الفضاءيات في برامجها الحوارية، لتملأ بهم ساعات تلفزيونية طويلة، لها ثمنها من حيث المال والوقت..بل إن معظم تلك الفضائيات، تدفع لهؤلاء"المحللين" و"الخبراء"؛ أجورا ومكافئات، عن ظهورهم على شاشاتها...

الحقيقة الثانية؛ أن هذا الأمر الحيوي بحاجة إلى مراجعة جدية، نن قبل "الرابطة" ذاتها اولا، للتحقق من انطباق الوصف على الموصوف ،سواء من حيث التكوين الأكاديمي والمهني، أو من حيث الثقافة السياسية والخزين المعرفي، ومن حيث الملكات اللغوية؛ والقدرة على مخاطبة المتلقي؛ بلغة ومفردات سليمة..و كذلك المقدرة على استقراء الاحداث، وتحليل الوقائع وردها إلى مسبباتها المنطقية، فضلا عن المهارات الشخصية، وما يتعلق بالكاريزما والمظهر والحضور الشخصي، والإمكانات الصوتية، ووو..

ثمة خلاف على مسلك المحلل السياسي، فالتحليل السياسي مدارس، وكثير من الذين عنيناهم، لا يعلمون الى أي مدرسة تحليل هم ينتمون، لأن مدرستهم هي أن يظهروا فحسب، ويقبضوا المقسوم، و"هاي هيه".. بعضهم يتنقل على الفضائيات باليوم والليلة مرات عدة ، هنا وهناك..

الحقيقة الثالثة؛ هي انه يتعين أن يكون من يطرح نفسه كمحلل سياسي، ذا تفكير خاص به، وليس أن يكون حيادي التفكير والطرح، ولا أن يسوق نفسه على أنه مستقل، بل يجب أن يكون متبنيا لرأي ما، وبديهيا أن تكون هذه الجزئية محسومة، لصالح القضايا التي تهم الأمة وثوابتها..ولصالح المنطق والعقل..وهنا لا مجال أمامه إلا أن يكون مع المنطق والعدل والحق، لا أن يساوي بين الظالم والمظلوم والضحية والجلاد..بعضهم لا يعطي حقا ولا باطل، لأنه يتحدث وعينه على فضائيات الشرقية والحدث و..، يخشى أن يطرح رأيا لصالح الحق، فيحجب ظهوره في تلك الفضائيات.. 

القصة لا تقف عند هذه الجزئية فحسب؛ بل تتعداها إلى التخصص بتحليل مختلف الجوانب.. سواء كانت فكرية أو اقتصادية او سياسية أو انتخابية أو أمنية أو اجتماعية..وسائر المواضيع..غير أن  الأهم من ذلك؛ هو مقدرة "المحلل"على تسطير أفكاره كتابة..إذ إن معظم الذين يطرحون أنفسهم كمحللين في الساحة الإعلامية،  لا يمتلكون إلا ثقافة سماعية، وبالتالي فهم ينتجون مخرجات شفاهية.. والحصيلة الكارثية هي أن معظمهم لا يستطيع تدوين رؤاه وأفكاره ـ إن كان يمتلك رؤية وأفكارـ بشكل يخدم عملية التحليل السياسي.                             أن التصدي التحليل السياسي مسؤولية وطنية..وهي اختبار معرفي للمتصدي..وأذا  لم يقاربها بأسلحة التحليل المعروفة، سيتحول إلى أما عبيء على القناة التي بظهر فيها، او إلى أضحوكة للمتلقين.

النقطة الأهم في هذا الميدان، هي تسلل بعض الأشخاص، ممن رضع من أثداء البعث وتغذى بقيحه..وتجدهم هنا وهناك؛ ينفثون سمومهم برشاقة، وبفدرة عالية على التخفي بين صفوف الإسلاميين.. وتستطيع أن تشم زفرتهم، من خلال المفردات التي يسوقنها..ومن خلال أطروحة الاعتدال الزائف التي يحاولون تسويقها..فهم مثلا يقولون إن العراق لا يجب أن يكون ميدانا لصراع ايراني امريكي..متعامين عن حقيقة أن إيران جارنا الابدي، وان امريكا أتت إلينا من الطرف الآخر من المرة الأرضية..واحدهم ما يزال بحمل فكر الأمة العربية الخالدة ذات الرسالة الخالدة بين  أضلاعه..حتى حينما يتحدث عن الإسلام والتشيع، وعن الحسين عليه السلام. تجد أن مفردات العروبية، والأمة العربية، والقطر العراقي، تتقافز بين شفاهه.

أن هذا الموضوع حيوي جدا، ويتعين أن تقاربه "الرابطة"،  التي نأمل فيها أن تقود هذا الميدان بمسؤولية، ويجب أن يتم تنقيط الكلمات؛ وعدم تركها لاجتهادات العلاقات والصداقات والشللية والزباءنية ..وعلى الفضاءيات المرتبطة باتحاد الفضاءيات، أن تدقق في من تستضيفهم وفي خلفياتهم وقدراتهم..

أن الوضع الراهن في العراق؛ لم نصل إليه إلا بدماء غزيرة، قدمناها على مذبح حرية وانعتاق العراقيين من نير الصدامية، ولن نسمح تحت أي ذريعة، أن يعتلي ظهورنا نكرات أو جهلة أو بقايا البعث، خصوصا الى هذا الميدان الإعلامي، الذي يمكن من خلاله التلاعب بعقول الجماهير. 

كلام قبل السلام: في المرة القادمة وإذا لزم الأمر ساسمي الاشياء باسماءها..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك