المقالات

جلد الذات..!


انتصار الماهود ||

 

لم أفهم يوماً  ما هي أسباب الأصوات النشاز التي تتعالى كل سنة قبل بدء شهر محرم الحرام،  وقبل الزيارة الأربعينية، كل مرة نفس الحجج وذات الدعوات الخبيثة لم يختلف شيئا،  تتعالى تلك الأصوات ثم تخبو بعد شهر صفر  نحن نسمعها دوما ” ليش تطبخون هواي، ليش تمشون للحسين عليه السلام،  فلوس الطبخ مو الفقراء أولى  بيها،  انتم صدك تحبون الحسين عليه السلام، انتم ليش تلطمون وتأذون نفسكم الحسين عليه السلام  ما يقبل “. 

وغيرها من الإنتقادات و عبارات جلد الذات والتقليل من قيمة النفس التي أعزها الله وقدرها وكرمها. 

إن لطمنا نحن لم نلطم على صدرك أنت، وإن بذلنا الأموال وأقمنا مآدب الطعام حبا وكرامة لأبي عبدالله عليه السلام  لم نأخذ من مالك أو من أموال  الدولة،  نحن لم نؤثر على حصتك من النفط التي لا تعرف كم تبلغ والتي لم نسمعك يوما تطالب بها،  إن  سرنا لسيدي أبا الأحرار لم نسر على قدميك ولم نوجعها،  لم نكلف نفسا غير أنفسنا، فما ضرك؟  ما يؤلمك انت؟  ما الذي يحركك كبيدق ضال يساق يمينا و يسارا ويتم التضحية به كقربان دون أن تعلم؟ من الذي يسوغ لك أن  تنتقد شعائرنا  ومحبتنا لآل بيت النبي العظيم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟  من الذي أعطاك الحق لتقلل من حجم مصيبة كربلاء  وتستهين بها لتحصرها بطعام وشراب ولطم فقط؟  وهل تمتلك أنت عقلا كيلا ترى الصورة الأكبر  من هذه المسيرة العظيمة؟  الأ ترى الصورة الأكبر  من هذه المسيرة العظيمة؟  الأ ترى الدروس والعبر التي نتعلمها كل عام من عاشوراء؟  الأ  تفهم أن تلك القضية تتجدد نحيا بها وتحيا بنا ولن تستطيع أنت  ومن على شاكلتك ان يثنينا عن حب الحسين عليه السلام  والسير على نهجه؟. 

لم يكن يوما الحسين عليه السلام  رجلا عاديا طالبا للسلطة أو طامعا بها بل كان إماما معصوما تقيا نقيا عادلا، خرج طلبا لإصلاح أمة  جده رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ، ضد طغيان وجور آل أمية لعنهم الله، آثر بنفسه و إخوته و أولاده وصحبه فقط لإعلاء كلمة الحق وتصحيح مسار الدين. 

فهل يستحق أبا  الأحرار منك ومني أن تحصر القضية الحسينية  بطعام أو شراب  او لطم وبذخ؟؟  الأ  تستحق عاشوراء  الغوص أكثر  والتبحر بدوافعها وفهمها ومعرفة أبعادها؟  وهل تعرف أنت  كيف يكون شعورك حين تقف أمام  الظالم وأنت  واثق أنك ستضحي بحياتك لأجل كلمة؟؟( الحق)  . 

هل جربت يوماً أن  تقدم الأحبة و الأبناء قرابين بشرية بين يديك قربة لوجه الله تعالى؟؟  ماذا تعرفه أنت  عن الحسين عليه السلام وما الذي تفهمه أنت ؟؟  أيخيفك هذا الزحف المليوني سنويا نحو قبلة العاشقين والمؤمنين بالله وبآل بيت النبوة عليهم افضل الصلاة والتسليم؟ 

أم  تخيفك عقيدة من يزحف نحو الحسين عليه السلام؟   نعم لم لا!!!  . 

فعقيدة هؤلاء الأحرار تخيفك أنت  ومن يحرك خيوط لعبتك الزجاجية الهشة، يخيفهم ويخيفك ما يمكن ان يفعلوه هؤلاء الشيعة،   وما الفتوى المباركة منا ببعيدة، فقد رأينا كيف للشيعة بعقيدتهم العظيمة أن قلبوا موازين  الهزيمة لنصر محقق،  وكيف زحفوا ابناء علي عليه السلام  نحو خفافيش الظلام الدواعش وسحقوها تحت أقدامهم المباركة،  نعم فهم رجال الفتوى و زلم ابو محمد رضا السيستاني  ادام الله ظله الشريف،  بكلمة من الصامت  الساكن  في ازقة النجف العتيقة وعقيدة حقة إنطلقوا من كل شبر من أرض  الوطن وزحفوا بشجاعة حيدرية و قوة عباسية وصبرا وثباتا حسينيا وشموخا زينبيا وحققوا النصر و أعادوا للوطن الأمن و الأمان من جديد بصيحات يا زهراء، يا علي،  يا حسين،  يا عباس،  انتصرنا وبعقيدتنا الحقة هزمنا الإرهاب، وسنبقى حسينيون ثائرون ندافع عن المذهب والارض والعرض ونحمل  رسالة أباالأحرار في قلوبنا  ما بقينا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك