المقالات

ماذا وراء الحرب الدعائية؟!


مانع  الزاملي

19/8/2023

 

خلال هذه الفترة تصاعدت حالتان في المنطقة هما،، تجاوز درجات الحرارة ال 50 اي نصف الغليان ، والاخرى هو التهويل الاعلامي الدعائي غير المسبوق لأحتمالية حصول حرب في المنطقة رغم عدم تكامل عناصر حدوثها لوجستيا وسياسيا ، ارتفاع حرارة الجو ستنحسر بمرور الايام وسندخل اشهر الخريف وستصبح القضية في خبر كان وهذا يحدث في كل عام ، 

والمسألة الثانية هي ما اثير من زوبعة مثيرة للتحركات الامريكية في العراق والخليج وسوريا ،وعند محاولة تفكيك هذه القضية لابد من دراستها ومناقشتها كما يلي * من هو الذي يتخذ قرار الحرب وضد من ومن هم حلفاء امريكا لكي تشن حرب في منطقة هي بطبيعتها منطقة صراع مستمر، معلوم لدى المراقبين ان الرئيس الامريكي جوبايدن  البلغ من العمر 80عاما ،هو الرئيس الذي لايقدم على خيار الحرب الصلبة ، فهو ليس بوش وليس ترامب الذي ينفذ ويستخدم المبادئة والمفاجأة في قرارته دون زوبعة !

وبايدن صاحب نظرية سوف نرد وبشدة ضد اي اعتداء على القوات والمصالح الامريكية في المنطقة غير مؤهل لقرار هجومي  ويعني هذا انه لايتخذ قرار حرب هجومي وانما يعبر دائما للدفاع ،يجنح للدفاع لاسباب منها الوضع العالمي القلق بسبب الحرب الروسية الاوكرانية التي تدور رحاها على ابواب حلف الناتو ،وعدم وجود قوات امريكية كافية للقيام بعمل عسكري كبير كالذي تروج له القنوات المتعددة، *ان وجود قوات امريكية بحجم 900 مقاتل امريكي في سوريا و2000عسكري في العراق بمساحات متباعدة ليست كافية للقيام بعمل كبير مع ان وجود هذه القوات ليس جديدا ،ووجود قوات روسية في سوريا ووجود تناسق بين العملاقين جوا وبحرا وبرا يجعل احتمال الاشتباك او وقوع حرب امر مستبعد *، ووجود البحرية الامريكية في الخليج ليس جديدا وتعزيزه لايعني بالضرورة الاستعداد لحرب ما ، والحرب النفسية ضد ايران ربما هو الهدف من التواجد بحرا لكي تقدم تنازلات ما في مفاوضات الملف النووي التي يتوقع ان تتحرك بجهود دولية  لاحقا، اما تهريج ايتام البعث حول استهداف الحكومة العراقية واسقاطها كلام يفتقر للمنطقية والواقعية ، فالحكومة العراقية والعملية السياسية جاءت بتدخل امريكي بأسقاط نظام صدام الدموي المتهور  ، وتغيير الحكومة في العراق تحكمه صناديق الاقتراع ومشاركة الشعب في ذلك، ولو افترضنا ان هناك هدفا من هذا القبيل فهذا يصطدم بعقبات كبيرة وكبيرة جدا والامريكان قبل غيرهم يعلمون حجمها حيث ان وجود مرجعية شيعية في النجف تشكل تحديا واقعيا لكل من يحاول التطاول على الخيارات  الشعبية العراقية ودرس افشال  مخطط داعش لايزال ماثلا امام انظار المخطط الامريكي ، ورغم ما قيل او يقال عن دول جوار العراق العربية وايران وتركيا لاتقبل بحدوث حرب قد تمتد آثارها لكل دول المنطقة وليس سرا القول ان تعرض ايران او العراق لضربات امريكية سيجعل مصالح ووجود الامريكان في مهب الريح ان تحركت فصائل المقاومة البطلة للدفاع عن عمقها الاستراتيجي وقد تتسبب الحرب في اشتعال دول كثيرة في المنطقة ولذلك هي لم تتفاعل مع التهريج الالكتروني ، ان مايثار من ان هناك تأهيلا لعودة البعث للحكم ضربا من الخيال ولايحسب له اي حساب ، ان الحضور الشعبي الواعي للعراقيين لايمكن تجاهله لانه يشكل الدرع الواقي للنظام السياسي ، واذا اضفنا له احتمالية فتوى مرجعية سيجعل استهداف الحكم في العراق عملية غير ممكنة ومستحيلة، ان المهمة  الامريكية في زوبعتها المنظمة الحالية هي لأشعار دول المنطقة وخصوصا العربية السعودية التي اندفعت نحو الصين وروسيا وايران انها موجودة وفاعلة وربما هي رسالة تهديد مبطنة يمارسها الكابوي الامريكي ، ان الحملة الدعائية للتواجد الامريكي ستتلاشى وتضمحل واستعدادات الرافضين للوجود الامريكي تتزايد وتتنوع ومن الغباءمهاجمة الاسد وهو في عرينه ، وستذهب احلام المتربصين الى جحيم اليأس عما قريب ويبقى الشعب العراقي ومرجعيته الرشيدة المسددة بدعاءصاحب الامر عجل الله فرجه هو الحاكم على الامور ولصالح شعبنا وديننا ان شاء الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك