المقالات

مجرد تشابه..!

1023 2023-08-17

مازن الولائي ||

 

لادين طالبة جامعية من أسرة غنية وسيارتها تتحدث مع الموديل الحديث، علاقاتها مع من يشبهها من البنات وملبسها الفاخر والانيق الملفت علامة على ثرائها! في المرحلة الثالثة من الجامعة، زهراء الطالبة التي تنحدر من قرية ريفية وتقيم في القسم الداخلي مع مجموعة من البنات من بعض المحافظات البعيدة، زهراء متكلمة متعلمة أكملت بعض الدروس المهمة في قريتها التي تعتبر الدراسة الحوزوية شيء مكمل للبنت في أدبيات تلك القرية المطلة على جبال جميلة وشجر كثيف ساحرة الأجواء والهواء النقي، عرف عن زهراء أنها مواظبة على الصلاة في مسجد القسم الداخلي، ولها محاضرة من دقائق مع من يرغب بأسلوبها الجميل وهي تروي قصص الولاء والعشق الثوري الذي عاشته رجالات وشباب وشهداء تلك القرية الخُمينية ضاربة الغرام في فداء الثورة .. كل يوم يزداد عدد البنات الملتحقات في ركب زهراء ذات الحجاب الدقيق والجميل والكامل، والحذرة في تصرفاتها في باحة الجامعة ومرافقها، وهي ومجموعة من بنات الكلية يشتركن في إحياء المناسبات المركزية والمعروفة في البلد ومنها إحياء أيام عاشوراء فطلبت من رئاسة الجامعة عرض مسرحية شهادة أبي عبد الله الحسين عليه السلام في مسرح الجامعة الكبير، وفعلا وافقت الجامعة وأخذت تدرّب مع مختصين على عرض المسرحية والتي يطلق عليها ( التشابيه ) وحل محرم ولبست الجامعة السواد والإعلام والعبارات الجميلة والمؤثرة، وبدأ الاعلان عن موعد العرض المسرحي، ومن خلال الاعلان عرف البعض قوة ذلك العرض وكيف سيكون، ومن ضمن الداخلات إلى صالة المسرح صديقة للطالبة لادين لكن من دونها، وعندما شاهدت عدد الحضور الكبير اتصلت بلادين وطلبت منها المجيء ولا تفوتها الفرصة! فردت لادين انني غير مستعدة خاصة ملابسي لازالت بالألوان! ومع ذلك الحت عليها صديقتها وجاءت على استحياء فهي كأنها مخالفة لما سيسود وما عليه الحضور من لبس السواد! وبدأ العرض وكان مبهرا وحزين ومؤثر وهو يترجم النساء حين أحرقت عليهن الخيام وفررن من خباء الى خباء ومن خيمة إلى أخرى والعدو يركض خلف من يمسكها ليأخذ منها ما يأخذ! ضج الجالسون بالبكاء والعويل وتعالت الأصوات ورافقت العرض موسيقا حزينة مؤثرة زادت من شجن الحاضرين، تقول صديقة لادين نظرت إليها وجدتها تجهش بالبكاء عن صمت في البداية وقد اسدلت على وجهها بقطعة من شال ورئيتها تحاول الصبر والصمود! لكن لم يطيل المشهد وما أن وصلت المسرحية إلى وداع زينب عليها السلام الى أخيها الحسين عليه السلام وهي تندهه وتصيح من خلفه يا حسين قف لي هنيئة وبقية المشهد المعروف والوداع الأخير والحسرات والنساء هنا سقطت لادين مغشيا عليها وارتبك الوضع وهرعت زهراء وصديقاتها الى نجدتها واخذها الى طبابة الجامعة وهي باللاوعي تصرخ وتبكي عذرا يا زينب عذرا يا زهراء أنا مقصرة! أنا كافرة! أنا مسلوبة التوفيق! وكلمات تدل على تأثر تلك البنت التي لم تتعرض إلى صدمة من قبل! وزهراء تهمس باذنها يا لادين هنيئا لك العزاء والجزع فهذه علامة القبول بإذن الله تعالى وبعد جهد طبي استعادت وعيها وفتحت عينها فرأت زهراء وصديقتها وبعض الطالبات يحطن بها والدموع تنزل من عيون لادين دنت منها زهراء وهمست باذنها يا لادين هذه مجرد تشابيه فلو كشف عن عقلك وروحك الطف الحقيقي ماذا ستفعلين؟! نظرت والدموع تملأ عيونها سأجعلها توبة ومن هذه اللحظة فتعالت الأصوات بالصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام ..

 

·        القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع مازن الولائي..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك