المقالات

سبايا كربلاء بين ما نقله المؤرخين وإشاعه الخطباء..


الشيخ الدكتور محمد علي الدليمي ||

 

جدليه متاصلة بالنفوس وهي ان العرب في الجاهلية كانوا لا يعتدون على النساء مهما يكن الامر ..

مكارم الاخلاق التي بعث نبي الرحمة ليتممها وزاد عليها هل انسلخت من هذه الخصاصة..

المشهور إنّ سبايا أهلِ البيتِ قد تعرّضوا للضّربِ في عدّةِ مواطنَ، وقد نقلَ المؤرّخونَ شيئاً مِن ذلكَ في كتبِهم، وأرّخَها الشعراءُ في قصائدِهم، وممَّن نُقِلَ أنّهنّ تعرّضنَ للضربِ فاطمةُ الصّغرى، ومولاتُنا أمُّ كلثوم (سلامُ اللهِ عليها) وبناتُ الرسالةِ، حيثُ نقلت فاطمةُ الصّغرى أنّ نساءَ أهلِ البيتِ (ع) قد تعرّضنَ للضّربِ في يومِ عاشوراء عندَ سلبهنَّ بالضّربِ بكعبِ الرُّمح، وأنّ أحدَهم ضربَها بكعبِ الرمحِ بينَ كتفيها فسقطَت مغشيّاً عليها، وأخبرَت عَن عمّتِها أمّ كلثوم (ع) أنّها قد تعرّضَت للضربِ حتّى اسودَّ متنُها منَ الضّربِ (المُنتخبُ للطريحي، ص174، بحارُ الأنوار: 45 / 61)

وعندَ الهجومِ على الخيامِ وسلبِ بناتِ رسولِ اللهِ (ص) حصلَ تدافعٌ بينَهم، ومنَ الطبيعي تعرضهنَّ للضربِ أثناءهُ، روى الصدوقُ بسندِه عن عبدِ اللهِ بنِ الحسنِ المُثنّى ، عن أمِّه فاطمةَ بنتِ الحُسين ( عليهِ السلام ) ، قالت : دخلتِ الغاغة علينا الفسطاط ، وأنا جاريةٌ صغيرة ، وفي رِجليّ خلخالانِ مِن ذهب ، فجعلَ رجلاً يفضُّ الخلخالينِ مِن رِجلي وهوَ يبكي ، فقلتُ : ما يُبكيكَ ، يا عدوَّ الله ؟ ! فقالَ : كيفَ لا أبكي وأنا أسلبُ ابنةَ رسولِ الله ! فقلتُ : لا تسلُبني . قالَ : أخافُ أن يجئَ غيري فيأخذَه . قالت : وانتهبوا ما في الأبنيةِ حتّى كانوا ينزعونَ الملاحفَ عن ظهورِنا. (الأمالي للصّدوق، ص228).

قالَ السيّدُ المُقرّم: وبعدَ الزوالِ ارتحلَ إلى الكوفةِ ومعَه نساءُ الحُسين (ع) وصبيتُه وجواريه وعيالاتُ الأصحابِ وكنَّ عشرينَ امرأة ... فقلنَ النسوةُ: باللهِ عليكم إلّا ما مررتُم بنا على القتلى، ولمّا نظرنَ إليهم مُقطّعي الأوصالِ ... صحنَ ولطمنَ الوجوهَ ... واعتنقَت سكينةُ جسدَ أبيها الحُسين (ع) ... وأتاهنّ زجرٌ بنُ قيس وصاحَ بهنّ فلم يقمنَ، فأخذَ يضربهنّ بالسوطِ، واجتمعَ عليهنَ الناسُ حتّى أركبوهنَّ على الجِمالِ. (مقتلُ الحُسينِ للمُقرّم، ص305 – 309 عن تظلّمِ الزهراء، ص177).

بعد هذه النصوص المؤلمة أتقدم بالسؤال

هل من قاتل الحسين كانوا إعراب فعلا كما ورد..؟

وهل انهم أرباب تقاليد وقيم العرب…؟

وما الداعي لكل هذا الحقد الدفين ولو سلمنا ان الفاعلين هم جنود متآمرين ليس اهم من الامر الا فتأت الموائد ودراهم معدودات..

نحتاج لدراسات عن البعد النفسي والاجتماعي والوراثي لمن شارك بسبي بنات الرسالة وكشف اسرار تلك الرحلة المرعبة..

الواح طينية، الرحلة المرعبة، الشيخ الدكتور محمد علي الدليمي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك