المقالات

الثالوث السياسي العراقي


رياض سعد ||

 

العراقيون يستبشرون خيرا عند تشكيل الحكومات العراقية وتبوء الوزراء والمدراء مناصبهم الجديدة واقرار الموازنة واعلان البرنامج الحكومي ... ؛ ولاسيما مع الاحداث الاخيرة والمخاضات الصعبة التي مرت بها العملية السياسية بين الفرقاء السياسيين العراقيين بل حتى بين ابناء المكون الشيعي نفسه ؛ وبعد انجلاء الخوف من وقوع الصدامات والاشتباكات المسلحة وانحدار الاوضاع نحو مستنقع الحرب الاهلية ... ؛ والركون الى طاولة المفاوضات السياسية و التي اسفرت عن تبوء العراقي الاصيل والجنوبي النبيل السيد محمد شياع السوداني منصب رئاسة الوزراء .

وها هو الشعب العراقي ينتظر بفارغ الصبر وعلى احر من الجمر ولاسيما الاغلبية العراقية المغبونة ؛ اصدار حزمة من القوانين والقرارات الحكومية التي تنصف المواطن وتحمي ثروات الوطن من النهب والسلب والسرقات والفساد ... ؛ وفي أول جلسة لمجلس الوزراء العراقي الجديد، الجمعة الماضي، أصدر السوداني عدة توجيهات، أبرزها اختيار مديري مكاتب الوزراء من كوادر الوزارة حصراً , وعدم الاستعانة بمدير مكتب من أي جهة سياسية ، فالوزارات تزخر بالموظفين من ذوي الخبرة والنزاهة، المؤهلين لتولي هذه المهام ؛ ونأمل ان يتبع هذا الاصلاح النظري اصلاح تطبيقي وعملي ؛ لان الشيطان يكمن في التفاصيل كما يقول المثل الانكليزي ... فالقوانين والقرارات من دون تطبيق صارم ؛ حبر على ورق , ومن أجل درء غضب الشعب العراقي وطمأنة الامة العراقية قام وزراء حكومة السوداني الشيعة ؛ بإجراء جولات ميدانية واتخاذ قرارات مهمة تصب في مصلحة المواطن والوطن – حسب الظاهر - ؛ ناهيك عن اصدار العديد من قرارات ملاحقة الفاسدين والقاء القبض عليهم ومصادرة اموالهم وارجاعها الى خزينة الدولة ... ؛ الا ان الامر الملفت للنظر سكوت وصمت وجمود الساسة والوزراء - من المحسوبين على الكرد والسنة- في حكومة السوداني ؛ فكأن العراق لا يعنيهم وكأنهم اسرى لدى هذه الحكومة وليسوا وزراء وشركاء في العملية السياسية ؛ اذ لم يصدر منهم شيء الى هذه اللحظة لا تصريحات اعلامية جوفاء ولا شعارات سياسية فارغة كما عودونا في كل حكومة ... ؛ فوضعهم اشبه بالذي يقف على التل ينتظر نتائج الحرب ولا يريد ان يضرب بسيف او يرمي برمح ... ؛ وهذا الامر ان دل على شيء فإنما يدل على احتمالين لا ثالث لهما : اما ان يسعوا كالعادة الى افشال هذه الحكومة باعتبار هذه الحكومة ليست حكومتهم كما قال المنكوس الهجين سعد البزاز او كما يصرح بذلك الاكراد الانفصاليين دائما ؛ او ان قواعدهم الجماهيرية سعيدة وامنة ومدنهم عامرة ولا توجد عندهم اية مشاكل ؛ وعليه فلا داعي للتحركات الميدانية او التصريحات السياسية الايجابية او اصدار القرارات التي تخص وزارتهم والتي تصب بخدمة العراق والعراقيين .

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك