المقالات

دروس من عاشوراء. الدرس الثامن: اهمية أداء الحقوق لله وللناس


الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي ||

 

📍تنقسم الحقوق التي تجب على الانسان الى قسمين .

1- الحقوق الالهية : وهي ما اوجبها الله على الانسان من الحقوق المالية كالزكاة والخمس والكفارات ، والعبادية كالصوم والصلاة والحج وغيرها من العبادات .

2- حقوق الناس :وهي الديون وغيرها والتي بذمة الانسان .

📍كل القادة الذين قادوا الثورات عبر التاريخ لا يفكرون  او يسألون جنودهم او من يقاتل معهم ، هل عليكم حقوق لله تعالى او الناس او ليس عليكم من شيء ، فهم يريدون كمية من البشر تقاتل معهم من اجل ثورتهم وقتالهم ومهما كانت هذه الكمية التي تقاتل معهم حتى ولو كانوا فاسدين جاءوا بهم من الازقة والشوارع ،فالمهم عندهم الغاية ، وهي الوصول الى الحكم والسلطة والغنائم وليس ان تكون الوسائل صالحة او طالحة.

📍ولكننا في عاشوراء نرى شيئا آخر وصورة مشرقة من الجهاد والثورة في سبيل الله . فالحسين عليه السلام مع قلة العدد من الانصار ،وكثرة الاعداء المحيطين به والذين تجمعوا من اجل قتله وانتهاك حرمته ،ولكنه اراد ان يقدم الصورة المثالية في الجهاد في سبيل الله تعالى والثورة على الظالمين والفاسدين، فهو اراد ان تكون ثورته وحركته بثلة من الاصحاب الطاهرين والمخلصين لله تعالى والذين قد ادوا الحقوق لله تعالى والناس ،وكذلك فهو يريد ان يقول انني لم اقم بالثورة من اجل الثورة بل قيام الثورة من اجل الاصلاح في المجتمع الاسلامي ، وكيف يتم الاصلاح بفاسدين عليهم حقوق الناس او حقوق الله .

📍لذلك طلب الحسين عليه السلام من احد اصحابه ان ينادي بانه لا يقاتل معه من كان عليه دين كما عن موسى بن عمير ، عن أبيه ، قال : أمرني الحسين بن عليّ ( عليهما السلام ) قال : نادِ أَنْ لا يُقْتَلَ مَعي رَجُلٌ عَلَيْهِ دَيْنٌ وَنادِ بِها فِي الْمَوالي فَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَقُولُ : من مات وعليه دين أخذ من حسناته يوم القيامة ( ). 

وعن موسى بن عمير الأنصاري ، عن أبيه ، قال :أمرني حسين بن عليّ ( عليهما السلام ) فقال : نادِ فِي النّاسِ أنْ لا يُقاتِلَنَّ مَعي رَجُلٌ عَلَيْهِ دَيْنٌ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ رَجُل يَمُوتُ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ لا يَدَعْ لَهُ وَفاءً إِلاّ دَخَلَ النّارَ .فقام إليه رجل فقال : إنّ امرأتي تكفّلت عنّي .فقال : وَما كِفالَةُ امْرَأَة ، وَهَلْ تَقْضي امْرَأَةٌ ( ). 

وقال ابن سعد : أخبرنا الضحّاك بن مخلّد أبو عاصم الشيباني ، عن سفيان ، عن أبي الجحاف ، عن أبيه : إنّ رجلا من الأنصار أتى إلى الحسين ، فقال : إنّ عليّ ديناً ،قال : لا يُقاتِلُ مَعي مَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ . ( ). 

📍والنتيجة من ذلك ....

1- نستفيد ونستوحي ان المجاهد الحقيقي والمخلص لله عليه ان يقضي كل الحقوق التي بذمته ثم يجاهد في سبيل الله حتى يكون جهاده خالصا لله تعالى .

2- الامام الحسين عليه السلام لم يقبل ان يقاتل معه اصحاب الدين وليس الفاسد والسارق والمنحرف الاخلاقي .

3_ ونستفيد ان سر خلود ثورة الامام الحسين عليه السلام ان الامام الحسين قدم كل ما هو طاهر وخالص لله تعالى ولم يرد من الثورة الثورة بنفسها بل اراد من الثورة القيام لله تعالى لذلك قدم كل الوسائل الصحيحة في الثورة .

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك