المقالات

الى الحركة الصهيونية وأدواتها أميركا والغرب.. "وعد الله قائما ولو كره الكافرون".؟!


اسامة القاضي ||

 

بات واضحا ان الازمات الاخلاقية العميقة التي تعصف بالمجتمعات الغربية، والتي فككت الاسرة، ونشرت الرذيلة، حتى بات الشذوذ الجنسي، يُفرض بالقوة كقانون، دفعت الانسان الغربي للبحث عن الخلاص، فلم يجده الا في الاسلام، الذي اصبح الدين الاكثر اعتناقا في الغرب، وهو ما اصاب اليمين المتطرف والمتصهين هناك بالجنون، فلم يجد من وسيلة للانتقام من الاسلام، إلا من خلال الاساءة الى القرآن الكريم وحرقه، تنفيسا عن احقادهم.

وإن البديل الاخلاقي والحضاري والانساني الذي قدمه الاسلام للانسان الغربي، الذي تفرض عليه حضارته الشذوذ الجنسي بالقوة، وتعلمه ان زنا المحارم شيء طبيعي، يجعله لا يتجاهل الروح ولا يكبت الغرائز، ولا ينغلق على نفسه كزاهد في الدنيا ونعيمها، ولا يطلق لغرائزة العنان بشكل حيواني منفلت، ولا ينكر العلم، ولا يقدس الخرافة والجهل، ويحترم الانسان وكرامته.

اما على مستوى الاسرة فأنه يولي الاسرة اهتماما بالغا، وينزل المرأة منزلة رفيعة، عملا بنصيحة القران الكريم، الذي يحرقه الجهلة وشذاذ الافاق والموتورون والحاقدون والمرضى، حيث يقول الله جل جلاله: "وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَ لا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَ أَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَ لا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ".

هذا القران الكريم الذي يمنح الانسان طمأنية روحية وراحة جسدية، ويوازن بين عقله وقلبه، طأطأ امامه كبار المفكرين الغربيين رؤوسهم، وآمنوا به، وهم بالمئات، وفي مقدمة هؤلاء المفكرين روجيه غارودي ومراد هوفمان و..، الذين لم يجدوا من أثر للإرث الغربي والنازي، المتمثل بحرق الكتب وخاصة السماوية، في الحضارة الاسلامية الانسانية، المبنية على تعاليم القران، ويحترم اتباعها التوراة والانجيل وباقي الكتب السماوية، كإحترامهم لقرآنهم العظيم، ويحترمون جميع انبياء الله عليهم السلام، كإحترامهم لنبيهم الاكرم (ص).

فهل هناك من دليل اوضح على افلاس الحضارة الغربية، بعد ان سمحت لإشخاص مرضى نفسيين، أن يهينوا مقدسات ملياري انسان، تحت ذريعة حرية التعبير، بينما تزج بالسجن وتعاقب كل من يرفض ان يكون شاذا!!، وكل رجل يتمسك برجولته وكل إمراة تتمسك بإنوثتها؟!!. ان هذا الانحراف عن ابسط أبجديات الحياة، هو انحراف يحلل ما حرمته الاديان والطبيعة والعقل السليم!.

الغرب بات يرى ان السد الذي يحول دون فرض شذوذه على العالم، هو الاسلام، الذي يستمد تعاليمه من الكتاب السماوي الخالد، القران الكريم. هذا الكتاب يمنع من ان تسود العالم الرذائل والانحرافات الأخلاقية الغربية، التي تجاوزت كل ما هو معقول، كقوانين ليس امام الشعوب الا تنفيذها لانها مفروضة من قبل الغرب "المتحضر"!. وإلا لم لا نرى مثل هذا الهجمات التي تستهدف القران في الغرب، تستهدف باقي الكتب الاخرى، رغم كل احترامنا وتبجيلنا وتقديسنا لها؟

أخيرا، من الواضح ان السبب يعود الى الافلاس الغربي امام الاسلام والقران، فمستقبل البشرية سترسمه الاديان الالهية وفي مقدمتها الاسلام، وهذا وعد الهي مؤكد، اخبرنا به قرآننا الكريم:" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّلِحُونَ" وفي موضع أخر من سورة التوبة "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك