المقالات

لا تسرق يا بابا..!

1391 2023-07-22

واثق الجابري||


"لا تسرع يا بابا نحن بانتظارك"، عبارة تنبيه تستخدمها مؤسسات المرور، وتعني أن السرعة ربما تؤدي الى الهلاك، وهناك أطفال ينتظرون،  مستخدمة الطفولة  لبراءتها، ولكون معظم الناس يتأثر  بالأطفال أكثر من الكبار مثلما يقلل على مستقبلهم.

يكبر الأطفال وهم  في أعين ابائهم اطفال، وعينهم  عليهم كما لو كانوا صغارًا،  رغم ذلك يجهدون لأجلهم تربيةً وتعليمًا من أجل ضمان مستقبلهم.

تكمن أهمية التربية والتعليم، في تحسين أوضاع الاشخاص وإصلاحهم،  وبتكرار الفكرة والممارسة، اصبحت ثوابتها أكثر رسوخاً من القوانين، والأكثر منها إذا كانت بتطبيق المعلم أو الأب، لكن المتربي يتمرد عندما يراها  مختلفة عن مبدأ "التربية تطبيق لا وصايا"، والتربية الصحية تجعل الانسان أكثر أخلاقًا، وبالتالي أكثر  سعادة،  إلاّ مَنْ شذَّ فيظن  أن المال هو ما  يحقق السعادة،  وبما أن الهدف غير نبيل، فيمكن أن تكون الوسيلة غير نبيلة أيضاً، لكن بعض الفلاسفة يرون أن المجرم المتعلم أكثر خطورة من المجرم الأمّي، والتعليم لا يعني الدراسة فحسب، بل التعليم المنزلي جزء أكبر في تعليم الفرد.

 يأمل معظم الآباء  رؤية أولادهم بحال أفضل منهم، ويحاولون ضمان مستقبلهم ولو كان ذلك بشقائهم، وقد يقبلون الكد والنكد من أجل تحقيق  هدف سعادة مستقبل أبنائهم، حتى يقولوا: (نموت مرتاحين)، إلاّ ان بعضهم  يفعل ما يحقق مستقبل أبناءه، دون أن يفكر بالطريقة التي تجلب لهم المال، ولا بعواقب  الكسب غير الشرعي، كالمسرع في الطريق لا يفكر أنه في لحظة، يتحول الى أثر. وقد لا يذكر، أو بسبب ما يترك عليه وعلى أبنائه في طيلة حياتهم أثرًا سيئًا.

يظن الأبناء دائمًا أن الآباء مثلهم الأعلى، وكل ما يفعلون هو الصحيح ولمصلحتهم،  وبالوقت نفسه فإن هؤلاء الآباء السلبيين دائمًا ما يحدثوا أبناءهم عن قصص الفقر والمعاناة  التي عاشوها، لكنهم فعلوا المستحيل من أجل إسعاد ابنائهم وضمان مستقبلهم، لكن هذا لا يمنع الأبناء في لحظة من مراجعة أنفسهم وحساب كيف اجتمعت كل تلك الأموال عليهم بدون تعب، رغم أن أولئك الآباء يغرقونهم بالملذات تارة، وأخرى عن قيم خالفوها،  ويظهرون أمامهم بصورة الإنسان الذي كابد فنال استحقاقًا،  ولم يمنع محتاجًا بل كان عونًا له من حسابه الخاص.

إن الاعتقاد السائد عند الفاسدين الذين سرقوا المال العام، بأن أفعالهم ضمان لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم، لكنهم لم يدركوا أنهم أسسوا الى جيل من الفاسدين والمجرمين، الذين  لا تقف أمامهم تشريعات وقوانين من أجل الحفاظ  على ما حصلوا عليه، وعند إكتشاف فساد الأب أو  تنحيته على مصادر الحصول على تلك الأموال، فلا سبيل لهؤلاء من العيش الا باتّباع  سبلًا غير مشروعة، وأن ظن بعض الآباء شراء بعض الشهادات الدراسية، فلن يكون أبناؤهم ناجحين في حياتهم،  بل سيسيرون على منهج الآباء بالحصول على المال بالفساد.

لو يدرك الأبناء خطورة ما يفعله بعض الأباء من أجل الحصول على المال، لقالوا لهم:  لا تسرق يا بابا  فأنك ضيعت نفسك كمثل أعلى، وأضعتنا كعناصر فاعلة في المجتمع، وأنك أب لا تجيد التربية والتعليم، وإنما تتخذنا وسيلة  للتذرع  بما تقوم به من فساد،  وأن هذا الفعل سيؤدي بنا الى الانحراف، وأدى كذلك بغيرنا، ومنهم من قتلته ونقتله بسبب سرقات الفساد.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك