المقالات

من يَسرق جهود الأمانة؟!


واثق الجابري ||

 

قبل نقد أية ظاهرة سلبية، لابد من الإشارة والإشادة بما تقوم به أمانة بغداد من جهود جبارة ليل نهار، من أجل تقديم  أفضل الخدمات، وإظهار بغداد بشكل يتناسب مع تأريخها الحضاري والثقافي، ويشهد العراقيون  بأن عاصمتهم تختلف عما كانت عليه قبل ثمانية أشهر، لكن هناك من يحاول أن يفسد هذه الجهود كلها.

عُدّ الفساد كالنقطة السوداء  التي تسقط في الماء الصافي تفسده ، وعلى الرداء الأبيض توسخه، وفي العمل المؤسساتي نقاط سوداء، متعمدة أو فاسدة أو ساكتة أو من تسيء الإدارة، تجعل حتى المخلصين في خانة الإتهام.

تبدأ واحدة من قصص الفساد، عندما يفكر مواطنٌ في بناء أو ترميم دار، حتى يدخل نفقًا يُلدغ فيه من كل جانب، وبذريعة القوانين والتعليمات والحرص على المصلحة العامة، يدفع أضعافًا ،و كأن الأمر جباية أصولية، فيشترط في إجازة البناء  مساحة 200م ، بينما مدينة الصدر التي تشكل نصف سكان العاصمة، دورهم موزعة بمساحة 144م، فيما قسمت بقية الدور، وإنشطرت  لمساحات تتراوح بين 100-30م للدار، نتيجة أزمة السكن في العاصمة وبقية المحافظات.

ابتكر الفاسدون  وسائل متعددة  للاستحواذ على الأموال، وهم كحشرة الأرضة، تكافحها هنا وتخرج لكلٍّ من هناك،  وهكذا بعض المسؤولين  يطلبون ممن أدنى منهم لجلب عمل،  وفي أمانة العاصمة  بحث عن زلة مواطن مرة اذا راجع مباشرة، وأخرى بين تجول  موظفين أو لهم عيون في المناطق تخبرهم عن البناء والترميم، وليس هدفهم المحافظة على المدينة من البناء العشوائي وغير المجاز، بل اكتشاف مواطن  فرصة فساد،  وتبدأ القصة بالتهديد والابتزاز، لحين تدخل أحد الموظفين أو شخص تتصوره مستطرقًا، فيأخذك على جانب ويطلب دفع ( المقسوم)، وتبدأ المساومة العلنية، ومهما شرح صاحب الدار من طرفه، فلن ينقص المبلغ  دون ما أرادوا أخذه، ثم يعطى الضوء الاخضر للبناء والترميم،  وإن قطع شارعًا أو تجاوز على ماء وكهرباء ومجارٍ.

إن نقاط الفساد  التي يقوم بها بعض الموظفين،  تكاد أن تصبح ظاهرة عامة  ويشترك بها من بائع الشاي على باب المؤسسة وصولاً الى اعلى مسؤول، حتى يكاد المواطن يتخوف من الشكوى وبذلك يدخل المحذور والمحظور، ويدفع اضعاف ما مطلوب بشكل أصولي أو ابتزاز،  ودفع بعض الموظفين أموالًا كبيرة مقابل مناصب صغيرة ومرتبات قليلة،  دليل على تورطهم في فساد أصبحوا يسمونه رزقاً.

فساد ثلة صغيرة أضاعت جهودًا كبيرة، وإخلاص في عمل وصل الى الجود والتضحية بالنفس، وكم شاهدنا عمال بلدية  يعملون تحت حرارة الصيف المحرقة وبرد الشتاء، ومنهم من غرق في المجاري، وكثير من أولئك المخلصين، لا يكفيه راتبه لسد ابسط حقوقه الحياتية، والكل يشهد بجهود أمانة بغداد التي سارت على خطى البرنامج الحكومي، وأسماها حكومة خدمة، فلا تتركوا مجالًا لفاسدين يسرقون جهود الحكومة والأمانة.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك