المقالات

عودة المحاصصة في الخطاب الإعلامي


عامر جاسم العيداني ||

 

     إعتاد الشعب العراقي على حكم المحاصصة منذ عام ٢٠٠٣ ، وسنحت فرصة للتغيير بتشكيل حكومة الأغلبية ولكنها فشلت بسبب وقوف الأغلبية الحزبية ضد هذه الفكرة لأنها سوف تخرجهم من دائرة الهيمنة وتوزيع مغانم السلطة ، وكان إلغاء قرار تمديد عمل مجالس المحافظات عام ٢٠١٩ بقرار من المحكمة الاتحادية الذي نص على ( أن استمرار عمل مجالس المحافظات بعد انتهاء دورتها الانتخابية مخالف لأحكام الدستور وارادة الشعب )، قد أفقد أحزاب المحاصصة السلطة على قرارات الإدارات المحلية وعدم حصولها على المغانم من تخصيصات  الموازنة للمحافظات، وأيضا حصل سقوط لبعض المحافظين المحسوبين عليهم مما أفقدهم القوة التنفيذية والسياسية في تلك المحافظات، بالإضافة إلى خسارتهم لإدارة المؤسسات الكبيرة ذات التمويل الذاتي لحساب جهات معارضة لهم .

     عند صدور قرار تحديد موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات، نلاحظ تصدر المشهد الاعلامي بخطاب المحاصصة للأحزاب المتنفذة وكلما اقترب موعدها تزداد وتيرته بدلا من تعزيز الحياة الديمقراطية، وترسيخ الحريات وحقوق المواطنة، وصياغة هوية وطنية بل قامت بتحويل العراق الى دولة فاشلة، وتريد الاستمرار على نفس النهج من اجل الاستحواذ على المناصب من خلال تشتيت تفكير الناخب نحو العزوف عن المشاركة في الانتخابات بشتى الطرق وإدخاله في حالة اليأس بأن التغيير مستحيل باستخدام كل أدوات المحاصصة، منها الإعلان عن حصص كل جهة من مناصب المحافظات وتوزيعها حسب عدد المقاعد الانتخابية التي حصلوا عليها في مجلس النواب، ووصل الأمر إلى حد طرح الأسماء التي تشغل تلك المناصب على القنوات الفضائية .

      وهنا يدعونا إلى التشكيك بحصول انتخابات حرة ونزيهة نظراً لسيطرة المتنفذين على المال السياسي، والعمل على وضع مخططات للحصول على أكبر عدد من المقاعد في انتخابات مجالس المحافظات، قد تكون من خلال تغيير أو شراء ذمم موظفي المراكز الانتخابية أو السيطرة على مراكز فرز اصوات الناخبين، وكذلك زرع حالة اليأس لدى الناخب من خلال الترويج بأن الانتخابات محسومة لهم، وقد تم تحديد حصص كل حزب أو كتلة من مناصب المحافظات، مما يؤدي إلى عزوف الناخب عن المشاركة وترك الأمر لمؤيدي تلك الأحزاب للتصويت على مرشحيهم، وبالتالي الاستحواذ على أكبر عدد من المقاعد من أجل الهيمنة على القرار السياسي .

    إنّ خطاب المحاصصة الإعلامي أخذ يتصاعد من خلال شراء ذمم بعض ما يسمى بالمحللين السياسيين للترويج لفكرة المحاصصة وخلق صورة في ذهن المواطن بأن النتائج محسومة لصالحهم، وبالتالي إخافة المواطن وجعله يتردد في المشاركة بصوته بانتخاب الأصلح لتمثيله في مجلس المحافظة .

     وهنا نحذّر المواطن من هذا الخطاب وأهدافه وعليه المشاركة بقوة واستخدام حقه بانتخاب من يراه مؤهلا لتمثيله وعدم الركون إلى حالة الوهن واليأس، حيث بات التغيير ضرورياً من أجل وضع القادرين على إحداث تغيير في البلد ينتشله من الواقع المؤلم وتخليصه من الفساد المستشري في مؤسسات الدولة بسبب المحاصصة المقيتة.

 إنّ عدم مشاركتك سوف تساهم باستمرار الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية وخير مثال على ذلك ازمة الكهرباء التي ما زلنا نعاني منها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك