المقالات

الثابت والمتغير في العملية السياسية في العراق .

1206 2023-07-08

قاسم سلمان العبودي ||

 

الحديث عن العملية السياسية العراقية يشبه الى حد كبير عمن يبحث عن دبوسا في كومة قش . فلا ثابت هنا في العملية السياسية سوى الأصرار على تقاسم أدارة الدولة وفق صراعات سياسية وحزبية ومحاصصة أضرت بالعراق منذ عام 2003 الى يومنا هذا . بالرغم من مضي أكثر من عشرين عاماً على التجربة الديمقراطية التي جاءت بعد الأحتلال الامريكي للعراق ، نرى أن تلك التجربة بحاجة  الى تقييم وتقوييم .

فعندما نقول بأن التجربة الديموقراطية لم تنضج ، فأننا نظلم أنفسنا كثيراً .  وأذا سلمنا بنضوج تلك التجربة نسأل  ، لماذا لا نرى أثر ذلك النضوج على سلوك الشعب الساخط على الحكومات كلها منذ سقوط النظام البعثي الى يومنا هذا ؟   نرى بأن الثابت الوطني قد غاب تماماً لدى بعض رؤساء الكتل السياسية العراقية ولم يبقى سوى المتغير الذي يتغير بحسب مصالح تلك الفئة أو مصالح ذلك الحزب . وألا  ، ماهو السبب الرئيسي الذي يلجم أغلب الكتل السياسية عن المطالبة بخروج القوات الاجنبية والأميركية ، بالرغم  من وجود قرار برلماني سابق يطالب بخروج تلك القوات ؟

وليس هذا فحسب ، بل أننا لا نرى نشرة خبرية واحدة تخلو من زيارة السفيرة الامريكية لقيادات البلد بلا أستثناء ، غثهم وسمينهم وكأنها المشرف العام على الحكومة والشعب حتى أصبحنا للأسف أضحوكة امام العالم باسره . فهل  يعقل  ( مثلًا ) لحكومات متتالية وبموازنات انفجارية أن لاتستطيع أنشاء محطة واحدة لتوليد الكهرباء في صيف قائض تصل فيه الحرارة الى نصف درجة الغليان ، بل تتعداها في بعض الأيام  ، والكل يعلم سبب ذلك هو الأحتلال . أذن لماذا هذا التصاغر أمام المحتل ؟

وغيرها الكثير  من الأسئلة التي يتناقلها الشعب الذي خرج من ظلم الدكتاتورية الى ديمقراطية المحتل الامريكي . وحتى أؤلئك الذين كنا نتوسم فيهم المقاومة وأندكاكهم في مشروع مقاومة المحتل ، أكتفى البعض منهم بمقاومة المحتل عبر منصة تويتر التي لا تستفز  ( أحساس ) السفارة وأدارتها لشؤون البلد . نرى أن جميع الحكومات تعيش وتتعايش مع المتغير على حساب الثابت . وأن لا  نهضة حقيقية لهذا البلد مع غياب التخطيط الاستراتيجي  لبناء دولة . والمضحك المبكي ان جميع الحكومات التي توالت بعد تغيير النظام السابق جاءت عن طريق نفس القوى السياسية العراقية التي تتحكم بالمشهد السياسي منذ عشرين عاما . وليس ببعيد مثلاً حكومة الكاظمي التي أتخمت العملية السياسية بشتى صنوف الفساد الاداري والسياسي والاقتصادي ، والتي تُسب اليوم جهاراً نهارًا على ألسنتهم ، وهم كانوا جزءا مهماً من تسلمها مقاليد السلطة .

مما تقدم نرى بأن الحلول لمعالجة أزمة الدولة العراقية ليس وفق مقترحات رجال الفكر والأعلام ، أو مراكز الابحاث الدراسية التي لم تتوانى بتقديم الحلول المناسبة في ادارة الدولة . بل أن جميع من يطلقون عليهم مجازًا أعلاميي الأطار التنسيقي بذلوا الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن العملية السياسية وأركانها عبر وسائل الاعلام المختلفة . وماذا كانت النتيجة ؟ أدار الإطار ظهرهُ لكل من دافع بصدق عن المتبنيات الوطنية وأغلقوا الابواب أمامهم ولم يدعونهم حتى الى لقاء ( بروتوكولي )  ، وقربوا من كان لهم بالمرصاد من الفرق المناوئة . وحتى نكون منصفين يستثنى واحد منهم أو أثنان فقط مما ذكرنا .

 لذلك نقول الحل الوحيد يكمن في :

🔺أولاً تفعيل قرار البرلمان بخروج القوات الاجنبية والأميركية من العراق ، ومن ثم العمل على سد الثغرات الدستورية والقانونية التي ينفذ منها الفاسدون  .

🔺 ثانياً  أعادة النظر برواتب الرئاسات الثلاث ونثرياتهم الفلكية ، مع رواتب النواب ونثرياتهم.

🔺 ثالثاً  . رسم ستراتيجية أقتصادية جديدة تخدم مصلحة الشعب العراقي وأزالة الفوارق الطبقية الكبيرة  والتوزيع العادل للثروة .

 🔺 رابعاً . تفعيل لجان مكافحة الفساد بشكلٍ صارم وتقديم كل من سرق أو ساهم بسرقة أموال الشعب العراقي مهما كان أسمهُ أو  رسمه  .

وهناك كثير من النقاط التي يمكن العمل عليها للنهوض بالبلد مثل صعود قوى سياسية جديدة تستشعر الهم الوطني والتي ستكون كفيلة بأزاحة بعض من سياسي الصدفة الذين أعتاشوا ولا يزالون على أموال الشعب الذي طحنته صراعاتهم السياسية من أجل  الأستحواذ على ما يمكن استحواذه وسرقته من أموال هذا الشعب ( المكرود ) . هنا تكمن قوة السياسي الذي يريد ان يتخلد أسمه وفق الثابت الوطني من خلال رسم السياسات الكفيلة بصناعة دولة  . وخلاف ذلك فأنه خرط القتاد .

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك