المقالات

العفو عن الارهابيين خطوة كبيره الى الخلف


مانع الزاملي ||

 

مبدئيا العفو حالة اخلاقية وايمانية نقرها ونحن اولى بتطبيقها من غيرنا حسب نظرية السماء ( وأعفوا وأصفحوا ألا تحبون ان يغفرالله لكم ) وهذا نهج الائمة الاطهار والصالحين ، لكن هنالك ذنوب وجرائم يترتب عليها قصاص لايحق لاي احد ان يتنازل عنه ، وخصوصا في الدماء التي حرم الله اراقتها دون حق، وولي الدم هو الشخص الوحيد الذي يملك هذا الحق، وان افترضنا جدلا حصول ذلك ، سنكون امام حق قانوني اسمه الحق العام ، ان ماتم تسريبه  ان صح حول نية الحكومة في اصدار عفو عام عن المجرمين والقتلة !  والسعي لتصحيحه ليشمل ارهابيين عتاة ، امر يدعو للدهشة والاستغراب من حكومة موسومة  بحكومة الاطار الذي اغلب احزابه وحركاته اسلامية جهادية قدمت الابطال شهداء على مذبح الحرية والانعتاق من زمرة البعث الخائن، واذا كان هناك من يعتقد ان السياسة والمصالح الحزبية تتطلب هكذا خطوة ، فأعتقد ان المداهنة على حق الدماء وعلى آهات الامهات وصراخ الارامل وذلة الايتام ، خطوة غير موفقة وسيكون ضررها فقدان الثقة بالحكومة التي تسعى ان تعيد الثقة بين الشعب والحكومة ! ويقيني ان الذين يعفى عنهم وقادتهم ، لو كانو جميعا فداء لشهيد واحد من اخوتنا وابناءنا لكان  ذلك قليلا ، ان البساطة والسذاجة وطيبة القلب يجب ان تغادر عندما نتعامل مع اناس رضعوا الجرم والخيانة ونكران الجميل من ال آمية الارجاس ! ما الذي نجنيه عندما نعفوا عن قاتل ينصب لنا ولمذهبنا ولمراجعنا ولأئمتنا العداء ؟ هل سنفوز بكرسي يزول بعد برهة قليلة على يد ابناء الرفيقات الذين يتوعدون المومنين بالنفي والقتل والتهجير والسبي عند نجاح حكومتهم المزعومة ! اما يكفينا تهاونا وتسامحا لم نجني منه سوى زيادة اعداد الايتام ! ان الشارع الشيعي تحديدا لن تمر عليه فكرة العفو عن قتلة فلذات اكباده كما مرت  عليه بعض الامور التي لاتمس مصيره ! ان الاعتقاد بأن العدو عندما نحسن  اليه يتغير ويتودد ويكون حمامة سلام ضرب من الخيال ، والخيال المفرط، ولماذا نحن دائما يطلب منا العفو ؟ نحن لسنا أئمة لكي نهضم قضية ان نرى قاتل ابناءنا يصول ويجول في شوارعنا بحجة ان الوضع السياسي يقتضي هكذا خطوة ! ولو كان الامر بيد الحاكم الشرعي ( المرجع الاعلى ) لكنا قد نستوعبه لان المرجع هو اهلا لتشخيص المصلحة ! لكن عندما يكون من غيره فنراه تجاوزا للحرمات وتعديا على الحقوق دون مسوغ عقلي او شرعي ! اتقوا الله في الشهداء ولاتجعلونا شركاء في تجاهل حقهم بتفرجنا عليكم دون صراخ ، وليس بوسع اي شريف ان يحضر عرس في مأتم ابناءه واحبته ! دعونا من الوحدة الوطنية فهي اكذوبة تجرعنا السم من جراء سكوتنا عند حدوثها اوالتلميح بها ! انا اكتب وانا جزء وعضو وتابع منكم ولست من الرهط المخالف الذي تعرفون ! نصيحة على هيئة صرخة اقدمها من خلال هذه الاسطر بأسم كل اب مفجوع وام ثكلى وعويل ايتام لعلها تجد من يسمعها وينصف آهاتنا وعذاباتنا  التي تعدت حدود الاحتمال والتصبر ! كفى نقولها بأمل ان يعيها الصالحون والمجاهدون وهذا امر  متوقع الحدوث لان من يقود الدولة بن شهيد وحتما سينتفض للشهداء لانه يعلم عمليا عذاب فقد حبيب على يد مجرم . واذكركم بجريمة تكريت (سبايكر) التي لم تمر على احد في الدنيا .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك