المقالات

حقوق الانسان والمثلية الشاذة ..


سعيد البدري ||

 

تحاول الدوائر الغربية وبعد عدة تأسيسات مننهجة تستهدف تسويق  ايدلوجيا معينة الى استغلال هذه التأسيسات للضغط على الحكومات والشعوب ومن هذه المنطلق فقد قامت هذا الدوائر بتوظيف ملف حقوق الإنسان كورقة للضغط حيث يجري استغلال هذه الحقوق  لتبرير تدخلاتها لتمرير تلك الاجندات وفرضها بقوة القوانين والادوات الاخرى التي تتيح لها الهيمنة ومصادرة حقوق الشعوب والامم  ..

لقد شهدنا علي مدار السنوات الماضية ما يتم من محاصرة و استهداف بعض الدول تحت شعار مبدأ التدخل الإنساني لتبرير فرض رؤية معينة دون احترام الثقافات وخصوصية المعتقدات والقيم والمبادئ مما يهدد السلام والتماسك المجتمعي دون الالتفات لانه  ضمانة لاستمرار الحياة الآمنة للشعوب ..

ان ترويج الانظمة في اوربا واميركا لمفاهيم مشوهة مثل المثلية الجنسية يعتبر انتهاكا لحق الانسان  وتعديا على ما هو حق لصالح ماهو باطل عقلا وشرعا وعرفا ، فحقوق الإنسان ليست مجرد اقاويل بلا محتوى ليتم ممارستها في اطار خصوصية كل مجتمع فهي ليست أداة دعائية كما أنها ليست قاصرة علي جانب محدد أو قضية بعينها بل هي حقوق ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية ، ولو نظرنا لما شكله الاعلان العالمي لحقوق الانسان وما أكد من  اولويات ومعايير وخصوصيات كل المجتمع كونها من القضايا الأساسية في منظومة حقوق الإنسان ،  كما ان هناك موضوعات ينبغي أن تعالج بحذر شديد لحساسيتها  مثل قضايا من يسمون بالمثليين ومحاولة توظيف  هذه القضايا لضرب المجتمعات مما يستوجب  عدم طرحها أو فرضها وتعميمها بالمطلق لاختلافها من مجتمع لآخر وإذا كانت هناك مجتمعات كالمجتمعات الغربية المدجنة  تتقبل ثقافتها هذه النوعية من القضايا فله ذلك ولكن لا يمكن لدوائره فرضها علي مجتمع آخر باعتبارها من حقوق الإنسان.

أن الغرب لا يمتلك الحقيقة المطلقة  أو الوصاية علي الآخرين لينصب نفسه قيما على المجتمعات الملتزمة ذات الثقافات المستمدة من اصول تشريعية لا يمكن نقاشها ، اما في  الاسس الاخلاقية المرتبطة  بهذا الموضوع وهي الاهم والاكثر تعبيرا عن الواقع فلا يمكن ضربها وتهديمها في مجتمع  لاجل ارضاء نزوات الغرب ومتبنياته والتي تتقاطع كليا مع هذا الجانب بكل ممارساته وتطبيقاته .

اذن نحن امام تحد من نوع خاص تتمثل فيه المواجهة بين عالمين الاول يمتلك السطوة والمال وادوات التواصل والاعلام والقرار السياسي واخر يمتلك ايمانه وعزته واخلاقياته ومقاومته لهذا الغزو الفكري الشاذ المتطرف المتعدي على الله والانسانية بكل قيمها ومنطلقاتها السوية ..

 

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك