المقالات

أهمية قراءة التاريخ


عباس الاعرجي ||

 

من لم يقرأ التاريخ بتأني وتأمل ويستفيد من تجاربه ، سيعيش الاوهام ويخسر الكثير ، ولكن يجب على هذا القارئ أن تكون لديه نسبة مقبولة على الاقل من الوعي والفهم والإدراك  .

هذه الصفات أو لنقل هذه الادوات الثلاث ستساعده وتعينه بكل تأكيد على هجران الخطأ ، وأن لا يكون في المستقبل القريب أو البعيد مستعمراً ومستحمراً في آن واحد .

إلا أنه من المؤلم حقا ، أن حصة هؤلاء النفر من الناس أصحاب الوعي والبصيرة ،  عادةً ما تكون نسبهم ضئيلة في المحتمع للأسف الشديد .

وبخلاف ذلك ستكون إستنتاجات هؤلاء الهمج الرعاع ، والذي لا يحسنون حتى تنظيف مقعدهم ، وبالاً  على الامة وعلى المجتمع وعلى الانسانية برمتها وما أكثرهم في هذا الزمن .

ولذا عبّر القرآن الكريم عن هذه الالفاظ الثلاثة آنفة الذكر بالتدبر وعدم قفل القلوب .

أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها .

فالتدبر هو أس سلامة الانسان من الاعوجاج ، وعليه ومن خلال ما تقدم أليس من حقنا أن نتحاور ونتجاذب أطراف الحديث ونتسائل ، ما هو الانجاز الذي حققه الفتح الاسلامي إن جاز  لنا التعبير ، في العراق بعد عام ٢٠٠٣ .

ولابد لنا من التنويه هنا وإستدراك ما قلناه ، فقصدنا بالانجاز هو الانجاز الذي يتناسب مع جوهر وضخامة المشروع الاسلامي ، والذي كنا نريد تطبيقه ، ومن أجله كذلك أرهقنا الحناجر بكثرت الشحرجات .

ولنستمع قليلاً الى جعفر بن أبي طالب ، وماذا قال للنجاشي : أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار يأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه ، وصدقه، وأمانته ، وعفافه.

فدعانا إلى الله لنوحده ، ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم ، والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة ، والزكاة ، والصيام .

وبعد هذا الاستعراض نستطيع أن ندعي ، أننا لم نوفق في تطبيق بنود اتفاقية جعفر الطيار ، ولم نوفق أيضا في طرد الاستبداد من ذهن المتأسلمين في القيادة والحكم ، ووو  ...  وما أكثر الواوات والواوية .

وقد يثار تساؤل وما علاقة كل هذا بالتاريخ ، وما هي الدرة التي تريد أن تهديها لنا اليوم .

طيب على مهلكم لقد سمعنا كلنا بألامس وقبل الامس اللغط والصخب والشجب ، إثر إجازة المملكة اللقيطة لحزب البعث بممارسة نشاطه .

وفي نفس هذا المسار صرح شيخنا بالرد القاسي عليهم ، والقساوة ستكون هذه المرة  بنوعية الوقود ،  وجودة حطب المعركة بكل تأكيد .

ولا أظن أنك ستعثر  في الاسواق أفخر وأصلب من حطبنا وحطب أفلاذنا أليس كذلك .

وبعد أن تهدأ أصوات المدافع ، ستوزع الاربطة والاموال والقصور الفارهة لكم ولأبناءكم  .

فمن المعيب علينا أن نلدغ مرتين ومن نفس الجهة ، بل ليس منا ، من لم يجعل قراءة التاريخ واجب عيني ويردده كالاوراد في كل صباح ومساء  .

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك