المقالات

الدين بلاعمل يفقد نصفه..!


مانع الزاملي ||

 

كثيرون هم الناس وعلى كل المستويات يتحدثون بالدين، ويتداولون افكاره النورانية المقدسة، ويتبادلون مع غيرهم الافكار والنصوص ، التي وردت في كتاب الله ، او احاديث عن النبي الاكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الاطهار، وهذه الاحاديث مرة تحصل بالمشافهه ، وتارة بصورة غير مباشرة، من مثقفين وعلماء واساتذة كبار ، واحيانا تأتي الافكار عن طريق النشر والكتابة ، وكل هذه الامور والنشاطات ساهمت وتساهم في تجذير الوعي لدى المتلقي ، وربما قادت تلك الى هداية الكثيرين وتحولهم من صف الغافلين ، الى روضة الذاكرين ، واروع واقدس الدروس العقائدية هي التي تأتي من خطباء علماء يفقهون ماذا يقولون ، ويتزامن نشر الافكار مع احياء امر اهل بيت النبوة الاطهار في افراحهم واتراحهم ، وكل ذلك حسن مستحسن ،لكن الاشكالية الكبرى والتي تعتبر من مشاكلنا المضمونية هي ، تخلف الممارسات العملية عن الاعتقادات الفكرية، فأسلامنا ليس عقيدة رهبانية ، وانما فكر ينتج عملا يطبق في ارض الواقع، ولولا ان الدين يعالج حياة وشؤون الناس لما اكتسب كل هذه العظمة والتحدي لكل النظريات ، فالاسلام تم تطبيقه في زمن المعصومين ، بالارشاد والحكم ، فحكم امير المؤمنين علي عليه السلام ، في فترة حكمه رغم قصرها ، لكنها كانت ، كالكوكب الدري ، الذي يضيء في دنيا الظلام والزيف الذي تركته حقبة من سبقوه من الحكام .

 الدين اذن عمل ، الصدق عمل ، الامانة عمل ، احترام الانسان للانسان الآخر عمل، اداء الامانات الى اهلها عمل، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب عمل ، جهاد الاعداء والتصدي لهم عمل ، العدل في ممارسة الوظيفة وحفظ المال العام عمل ، صيانة الاعراض وحفظ كرامة المؤمنين عمل ، وتستمر المسيرة الدينية لتحول كل شعيرة وكل آية وكل حديث الى عمل بأستثناء الامور العقائدية الغيبية التي اشار اليها القران( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ) وعدى العقيدة الفكرية كل شيء عمل ،وليس من الدين والحكمة ان نتحدث بالدين ونتجاهل التطبيق العملي للافكار .

 والقرآن وصف الذين يخالف عملهم قولهم بالممقوت، والخطاب لم يكن موجها للكافرين ولا للمنافقين بل لنا نحن الذين نحمل راية التدين العلوي الشريفة ( يا ايها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لاتفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لاتفعلًون) لذلك علينا ان نترجم افكارنا لأعمال وفي ارض الواقع ، كل حسب مجاله وفي كل شيء ، لان الاسلام لم يترك شيئا الا ووضع له حل عملي ، واشترط ان يكون العمل بنية الاخلاص قربة لله جل شأنه ، فالادعاء بالتدين والجلوس على التل ليس من الدين بشيء ، بأستثناء ما قرره الشرع في بعض الموارد التي ذكرها العلماء ، ان لعن الفاسدين وانتقاد السارقين والظالمين والسكوت عنهم والعمل بعملهم خلاف للعقيدة التي آمنا بها واعطينا من اجلها دماء عزيزة على طول التاريخ ،فهل نقنع من انفسنا ان نتشبه بأهل التقوى ونترك التطبيق العملي الذي هو النصف المكمل لديننا ؟

جعلنا الله من العاملين بما نعلم وحشرنا مع زمرة المجاهدين الصادقين محمد وآله الاطهار .

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك