المقالات

القمة العربية في المثل السائر :خمر قديم في كؤوس جديدة


حافظ آل بشارة ||

 

حافظ آل بشارة || القمم العربية لم تنقطع من الاربعينيات في القرن السابق ، لكن قوة وجدية تلك القمم هي التي كانت تتغير على اساس نفوذ وتحولات الدول العظمى التي تحكم المنطقة ، والقوة والجدية المقصود بها الحضور الاعلامي والدعاية لتلك المؤتمرات فقط ذلك لأن الرؤساء والملوك والامراء الذين يحضرونها ليسوا اصحاب قرار ، وقادة العرب عادة تابعون للدول العظمى واملاءاتها ، ولذلك فكل حاكم عربي يشتغل لصالح الدولة العظمى التي وضعته على عرش الحكم ، فتجد الخليجيين يريدون تدمير العراق وتدمير سوريا ، والخليجي يرى ان اسرائيل اقرب اليه من العراق ، فالعروبة كانت وهما من الاوهام الكبرى دائما وتحولت الى اكثر وهمية عندما تقاسمت الدول العظمى دول العرب والشرق الاوسط ، واصبحت حماية مصالح المستعمرين اهم من حكاية الاخوة العربية ، ولكن في هذه القمة تعد عودة سورية الى الجامعة قصة خاصة وتعبير عن فشل الاشقاء العرب الاقحاح في سحق شقيقتهم دمشق تلبية لرغبة اسيادهم الكفار !

اما بالنسبة الى حضور العراق في القمة فسوف يكون حضوره ايجابيا اذا نجح في خدمة مصالحه، وتغيير اجندات الدول العربية تجاهه خاصة وان اغلبهم سعى ومازال الى سحقه واذلاله ، هل يستطيع العراق اقناع الكويت باعادة حقوقه البحرية والبرية ؟ هل يستطيع اقناع السعوديين باغلاق باب دعم الارهاب والتكفير ؟ هل يستطيع اجبار الاردن على تسليم المجرمين المطلوبين لبغداد المقيمين في عمان ؟ هل يستطيع استعادة امواله المسروقة وسراقها من الامارات وقطر ؟ العراق نفسه هل هو قادر على حضور هذه المؤتمرات برؤية وطنية واحدة وهو دولة مكونات وليس دولة مواطنة ؟ يعيش حالة المحاصصة والانقسام السياسي ؟ وهو بلد غير مستقل محتل مثل فلسطين وبيد اميركا كل ملفاته السياسية والامنية والاقتصادية ؟

كما تشهد القمة حضور دول التطبيع وعددها كبير لكن التطبيع فقد اهميته ولم يعد عامل توازن لصالح اسرائيل ، فالكيان المنخور اصبحت التحديات تأتيه من داخله، انقسامات الكيان وتمزقه السياسي والعنصري ، وتطور المقاومة الفلسطينية ، ودروس ، سيف القدس ، ووحدة الساحات، وثأر الاحرار ، والمستوطنون وحياة الملاجئ ، والردع الصاروخي وفشل القبة الحديدية ، فماذا يفعل الكيان بالتطبيع وهل سيحميه المطبعون؟ والتطبيع قديم ويجب ان يكون معلوما ان علاقة الحكام العرب باسرائيل بدأت وازدهرت منذ 1978 بعد كامب ديفد والسادات فضحهم في خطاباته عندما عيروه بزيارة القدس ومصافحة بيگن، اما اعلان التطبيع فهو اخراج تلك العلاقات القديمة من السر الى العلن.

اذا كانت القمة حقيقية فيفترض انها تفكر بحل جدي لمشاكل الاشقاء كاليمن ولبنان وليبيا والسودان وسورية وتونس وهم اعضاء واشقاء فلماذا لا تحل القمة مشاكلهم وتعيد الاستقرار الى هذه البلدان ؟ لماذا يجلس معك شقيقك العربي على طاولة واحدة وهو ينفذ مخططات اعداءك ؟! 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك