المقالات

أنتِ الهدف والمستَهدَف..


كوثر العزاوي ||

 

إن ما يجب أن تنتبه إليه المرأة المسلمة الصالحة في هذه المرحلة الاستثنائية من الزمن، هو المعرفة بأنّ الثقافة الغربية التي تغزو البلدان الإسلامية اليوم بما فيها عراق المقدسات، ترتكز على فكرٍ ماديّ متحلل، لايستطيع الاستجابة لكل حاجات الإنسان! فكما يحتاج أي إنسان إلى إشباع حاجاته المادية يحتاج كذلك لإشباع حاجاته المعنوية والروحية والأخلاقية وهذا مالاتجدينه في ثقافة الغرب ومنهجهم المتهتّك.أمَّا ثقافة الإسلام بقوانينها السماوية فهي ثقافة قائمة على التوازن بين الروح والجسد، بين العقل والعاطفة، بين المادة وماوراءها، بين الدنيا والآخرة، وهذا مايميز ثقافة الإسلام عن الثقافة الغربية المادية، فلاداعي للإنبهار والسقوط تحت سنابك ثقافة الغرب، وأنتِ غافلة إن لم تكوني جاهلة بأهدافه وسرّ محاولاته المتنوّعة البراقة في جذبك ايتها المرأة والفتاة نحو البهرجة والأضواء الجاذبة التي يقدمها عبر الموضة بكل انواعها في كل مفصلٍ من الحياة، وفي عملية استباقية لاستئصال أصالتك واستبدالها بما لا يتماشى وحياة المرأة على الصعيدين الخاص والعام! كما لايغيب عن بَال ذوات الشرف المعلى معاينة الهجمة الشرسة التي تبنّاها سماسرة الغرب، وهم يكرّسون مالديهم دون حساب للعمل على تجاوز القيم الدينية والأخلاقية، وتدمير البنى التحتية للمنظومة الأسرية بمعاونتكِ انتِ في الدرجة الاولى أيتها العراقية النجيبة وانتِ لاتشعرين!! وذلك عبر الدعوة إلى الإباحية والانحلال والشُّذوذ الجنسي والتقليل من أهمية سنّة الزواج والتسامح في مسألة الحجاب لدرجة اندثار الحشمة والستر!! علاوة على التحشيد والتوجيه إلى التغيير الجذري في منظومة الأسرة عبر إلغاء دور الزوجة داخل بيتها وتحديد صلاحيَّات الأب، والاعتراف برفع شعار الحرية الزائفة والمساواة، وغير ذلك من مفاهيم دخيلة طرحوها على طاولة البحث والنقاش، عِبر منظمات مدنية تدير عجلتها سفيرة الشيطان الأكبر، بعقد الندوات وتنظيم ماتسمى بالورشات العملية أو تحت أي مسمّيات مستوردة اخرى فقط لإيجاد ذرائع كمعالجة ظواهر لم تكن بمنأى عن صناعة الماسونية العالمية من قبيل: مكافحة العنف الأسري والتحرش الجنسي وتمكين المرأة وغير ذلك مما تسعى له"رومانوسكي"من  تغييب عقل المرأة التي حباها الله بالكرامة التي لم تحظى بها المرأة الغربية إطلاقًا ولم يسبق لها أن ظفرت بما ظفرت به المرأة المسلمة من تشريفٍ وتكريم وقوانين تضمن لها حقوقها من الألف إلى الياء! فلاتسمحي لأدوات الشيطان بإلغاء عقلك وطمس هويتكِ وسلبكِ قيمكِ القائدة الرائدة دون النظر الى العواقب، بل تريثي في قبول ما يُعرَض عليك من عروض مغرية يسلبكِ بريقها النظر الى سِفرَ أمهاتنا اللواتي صنعنَ مجتمعات الذوق والادب والحشمة، وخرَّجنَ رجالًا بمعنى الكلمة فكانوا قادة في الرجولة والغيرة والبطولة وغض البصر، فلا تتكبري على تلك الابجديات على نحو"العيب والحرام"وقد تأسست منها جامعة القيم والمُثُل العليا التي تستقي من نبع "القرآن والعترة المطهرة" فكان ومايزال دخولها مجانًا، لتتفوّق على دورات وورشات هذا الزمن المدفوعة التكاليف المجهولة النتائج والثمار!! ومن هذا المنطلق ينبغي عدم الاندفاع والانسياق دون تأمل وإثبات رجاحة عقلكِ واتزانكِ وفقدان بوصلة عقلكِ وقلبك عما يقوله الإمام الصادق "عليه السلام": {مع التثبُّت تكون السلامة، ومع العجلة تكون الندامة} وهذا غيض من فيض فتأمّلي أختاه!!

 

٢٥-شوال١٤٤٤هج

١٦-أيار ٢٠٢٣م

 

 

 

ــــــــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك