المقالات

البراءة توشك على الرحيل ..!


مانع الزاملي ||

 

تعد العفوية من الصفات البشرية التي تنسجم مع الضمير والوجدان ،وتساهم في يقظة الذات التي من خلالها يستطيع الانسان النجاة من فساد الاخلاق وتجنب الخبث الروحي ،فالعفوية هي التصرف دون تكلف او املاء من الغير ، وانما هي سلوك طوعي ممزوجا بفطرة الله التي فطر الناس عليها ، من حب الخير والالتصاق بالصفات الحسنة والايجابية ، فالعفوي هو الذي يستوحي الافكار من القلب الصافي الذي لم تلوثه ، عاديات الزمن ، ونظرة فاحصة لما نعيشه اليوم ، نرى المكر والخيانة والفساد  والحيلة وسوء الظن والكذب والغش وسوء التصرف وانتهاك الحرمات ، تبدو ظاهرة للعيان ، ويتلمسها المتابع بكل وسيلة يستخدمها ، فهي في الكتابة ، وفي الفن ، وفي العلاقات بين الناس ، وفي المعاملات ، من بيع وشراء وكل ما يدخل تحت هذا العنوان من مفاهيم لفظيه ، وهذا مرده لاسباب *

اولها ، الابتعاد عن الله ، بمعنى عدم الخشية من ارتكاب المحرمات ، والمحرمات كل مالايرضاه الله سبحانه ، فالانسان الذي لادين له يصدر منه كل شيء

* غياب الضمير والوجدان والذي يساوق ماذكره القرآن ( بالنفس اللوامة) فعندما تنتهي اشارة الرفض الوجداني للموبقات والمعاصي ، يسهل على صاحب هذا الامر فعل كل شيء وفي اي وقت لانه ميت من الداخل ، ومالجرحٍ بميتٍ أيلامُ!

* غياب الرقابة المنزلية ، ونعني بها الاشراف والقيمومةً على سلوك وتصرفات الافراد والحد من الانحرافات بحكم السلطة الاخلاقية التي يمتلكها الاب والام وربما الاخ الاكبر ان كان من اهل الفكر والنظر الصائب

* عدم وجود برامج هادفة تنمي روح المحبة والاخلاص وتنمية الفضائل الاخلاقية التي تحول دون الزيغ والتعدي لكل ماهو محرم او خلافا للعرف الصحيح .

* كان زمان عندما تتعامل مع الناس او صاحب المتجر او صاحب السلعة ، تصدق به دون الحاجة للقسم او التحري او التدقيق ، لماذا لان البراءة والعفوية تغطي كل سلوك ، رغم عدم وجود ثقافة تنمي مثل هذه الفضائل في الماضي ، فبأزدياد الاطلاع والعلم ، كثرت مع الاسف الصفات السلبية في المجتمع الذي يفترض ان يكون محافظا ، لأننا في مجتمع اسلامي رغم تخلي البعض عن الاداء للفرائض والعبادات ،

* صعوبة الاقناع في مجتمع اغلب افراده شبابا ، وهذا مانلاحظه في واقعنا ، حيث زمر الشباب تتصرف بعنفوان الشباب وطاقته ، مما يصعب توجيهه او معارضته عند ارتكابه الاخطاء ، وهذا مالمسناه في تظاهرات تشرين المنصرمة ، حيث وقوع الكثيرين تحت تأثير العقل الجمعي ، والبراءة تتراجع بحكم تطور وسائل انتزاع الاعجاب التي يبتغيها الشباب في حركاتهم الفردية والجماعية ، اذن نحن في عصر نبتعد رويدا عن البراءة والعفوية ، وهذه ليست نظرة سلبية بقدر ماهي نظرة واقعية تتطلب الوقوف عندها من كل صاحب قرار وفي اي موقع كان ، لأننا نتفق عقلا ان الاعصار الذي يهب لايفرق بين شجرة او سقف دار لفقير او رجل يسيرفي شارع او قارب في عرض البحر ! هكذا هو حالنا ان لم نتدارك وضعنا بخطط علمية دينية اجتماعية هادفة ، لان المخطط لنا هو ان نبتعد عن ثوابتنا وقيمنا التي ارسيت بدماء طاهرة على طول التاريخ ، وليس منطقيا ان نتقاعس او ننزوي بحجة ان الفساد عم كل شيءلانه كلما كبر الخطر اصبح التصدي اكبر واوجب والعاقبة للتقوى .

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك